عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 08 - 2013, 04:11 PM
 
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

زار أبونا بيشوي كامل مريضاً يعاني من آلام شديدة في ظهره ؛ وإذ كان أبونا يعزيه بكلمة الرب في مرارة قال الرجل :

- أنا لا أطلب الشفاء التام ! كل ما أطلبه أن يعطيني قوة لكي أقف للصلاة، وأن ينزع عني الصداع الشديد لكي أركز في الصلاة ! وسط آلامي لا أقدر أن أركز حتى لأتلو الصلاة الربانية .

- لا تخف فإن كنت عاجزاً عن الحضور إلى الكنيسة ، أو الوقوف للصلاة ، أو التركيز حتى لتلاوه الربانية، لكنك تشارك السيد المسيح الساقط تحت الصليب . أشكره لأنك تشاركه آلامه ؛ فقد كان السيد يئن من آلام ظهره بسبب ثقل الصليب لأجلك .

بعد أيام جاءه الرجل في الكنيسة ، وقد استقبله أبونا بابتسامته المعهودة وبشاشته المعروفة .

قال الرجل : " أنا ( زعلان ) من ربنا . حينما استعذبت الألم ؛ وحسبت نفسي غير أهل لمشاركة مسيحي آلام ظهره رفع الألم عن ظهري وشفاني ! "

لقد حسب أبونا بيشوي مشاركة السيد آلامه عبادة فائقة ، حتى إن حرم الألم الإنسان من الدخول إلى بيت الرب و الوقوف للصلاة ، إذ يتحول المؤمن المتألم إلى هيكل للمصلوب ، وتصير حياته نفسها صلاة دائمة !

أذكر أنه كان لي زميل في خدمة التربية الكنسية ، وكان يشتهي الحياة الرهانية وكان أب اعترافه راهباً يطلب إليه ألا يتعجل الذهاب إلى الدير .

جاءه يوماً في مرارة يشتكي :

أشعر أن وقتي ضائع ! أريد أن أتفرغ للعبادة . هذا مع متاعب كثيرة وضيقات في العمل ! "

أجابه الأب في حكمة :

" سيأتي اليوم الذي فيه تتفرغ للعبادة ، لكن انتظر واصبر ، فإنك تتعلم الآن حياة الصبر وطول الأناة . الضيق الذي أنت فيه هو فرصة ثمينة لمشاركة السيد المسيح آلامه وصلبه بفرح !

لا تحرم نفسك من التمتع بإكليل الشركة مع صليب مسيحك !

من السهل جداً أن تُسبح الرب وتصلي بالمزامير وتدخل في تأملات وهي أمور ضرورية ... لكن بدون الألم كيف تشارك المصلوب حبه الباذل ؟!



أيها الطويل الأناة هب لي طول أناتك !

هب لي أن أتهلل في طريق صليبك !

لتمتزج عبادتي بشركة آلامك ، فتتهلل أعماقي بك على الدوام !
رد مع اقتباس