كان ” ريمون ” يعيش في روسيا مع  والديه الأتقياء ، فتعلم منهم أصول الدين و أحب الله و لما دخل كلية الآداب  قسم الفلسفة ، اضطرإلي أن يترك والديه و يعيش في المدينة الجامعية بقرب  الكلية .
 ذهب فرحا في أول يوم دراسي و في  المحاضرة الأولى قال الأستاذ : إن الكون أوجد نفسه و إن هناك بعض المتخلفين  يزعمون إن هناك خالق للكون ، و إني أنصحكم أن تتركوا هذه الخرافات لكي  تنجحوا ، هل منكم من يعتقد في هذه الخرافات ؟ ” . خاف الجميع ولكن ” ريمون ”  وجد في نفسه الشجاعة و رفع يده . فقال له الأستاذ : ” تعال هنا ، ماذا  تعتقد ؟ ” . فقال له ” ريمون ” :
 ” الله هو خالق الكون كما هو مكتوب  في الكتاب المقدس و سواء أثبت العلم ذلك أو لم يثبت فهذه حقيقة لا جدال  فيها ” ، غضب الأستاذ وأعتبر ذلك نوع من التحدي و حذره بعنف إن لم يترك هذه  الخرافات الموجودة في هذا الكتاب ، فلن ينجح .
 رجع ” ريمون ” حزينا و لم يستطع  استشارة والده ، فقرر أن يذهب للكنيسة و صلى صلاة عميقة ” يارب ثبتني في  إيمانك مهما كانت النتيجة و أفتح بصيرة هذا الأستاذ الذي يؤثر على الكثيرين  .
 و توالت الأيام و ” ريمون ” مجتهد في  دراسته ، واثق بربنا ، و الأستاذ في كل محاضرة يهزأبه و يسأله إذ هو مصمم  إن كلام الكتاب ، الذي يدعوه الكتاب المقدس ، صحيح ؟ فيجيبه بكل ثقة :
 ” نعم يا أستاذ ”
 و قرب نهاية العام تغيب الأستاذ عدة  مرات و لما سأل ” ريمون ” عن السبب ، عرف إن ابنه مريض جدا ولم يستطيع أحد  من الأطباء معرفة هذا المرض أو علاجه . ذهب ” ريمون ” للكنيسة و صلى صلاة  عميقة ، ثم أخذ عنوان الأستاذ و ذهب ليزوره في بيته . فلما رأى الأستاذ ”  ريمون ” ، اندهش و لكن كان الحزن يملأ قلبه ، و تغيرت لهجته و قال له : ”  اتفضل يا ابني ”
 سأله ” ريمون ” عن صحة الأبن ، فقال له الأستاذ : ” لا يوجد فائدة ”
 قال له ” ريمون ” : ” إني أعرف علاجه  ، فهل أنت مستعد أن تعمل أي شئ لأجل علاجه ؟ ” أجابه الأستاذ : ” و لو كان  بآلاف الدولارات ، و لكن ماهو هذا العلاج ؟ ” ، قال له : ” أرجو أن تقف  معي للصلاة ” . و بدون تردد ، وقف الأستاذ مع تلميذه للصلاة . صلى ” ريمون ”  بحرارة أثرت كثيرا في الأستاذ . شعر الأستاذ بشعور غريب ، سلام ابتدأ  يتسرب لقلبه و شكر ” ريمون” كثيرا . و بعد ما نزل ” ريمون ” ، فتح الأستاذ  الانجيل لا لينقضه أو يتعالى عليه بل بإنكسار طلب من الله أن يكشف له ذاته .  و مضى أسبوع و الولد في شبه غيبوبة و لكن الأب بدأ يجد راحته في كلام  الانجيل ، و لأول مرة ركع و صلى قائلا : ” يا الله إني أؤمن بك ، أنا كنت  أعرف إنك موجود و لكني لم أكن أريدك ، أما الآن فإني أطلبك ”
 و بعد 10 أيام ، إذ بالولد يفتح  عينيه ويبرأ و الأب غير مصدق يردد قائلا : ” أشكرك يا الله ” فقال له ابنه :  ” ماذا تقول يا أبي ” . فقال له : ” أتعرف من الذي شفاك ؟ إنه خالق الكون  العظيم الذي خلقني و خلقك و هو الذي حافظ عليك .
 و انتهت السنة الدراسية و نجح ” ريمون ” و لكن الذي أبهج قلبه أكثر من النتيجة ، هو رجوع الأستاذ لحضن يسوع .
 
 كن أمينا للموت فسأعطيك إكليل الحياة