امر عجيب ..
هل المحبة تقسو ؟ هلى المحبة تضطهد ؟ هل المحبة تجرح ؟ هل المحبة تصلب ؟ ....
المحبة تتأنى وترفق . المحبة لاتحتد ...
فما بالنا نسمع اليوم ان الجروح كانت فى بيت الاحباء .. وكيف تقسو قلوب الاحباء على حبيبهم ؟
نعم لآن الحسد يقلب الحب الى عداوة اذ ان " رؤساء الكهنة اسلموه حسدا " ولما صار الاحباء مبغضين لحبيبهم .
ولماذا هذا الحسد ؟
ذلك لانه كان بارا وهم اشرار , والظلمة لاتتفق مع النور ..
فقد وجدوه ببره قد اظهر ماهم عليه من شر .. كما تطلع الشمس فتكشف ماعلى الارض من الاقذار .
هكذا كانت حياة يسوع الطاهرة النقية تبكيتا لفسادهم واثمهم ..
كان وجود داود علة شقاء لشاول لعلمه بأن داود افضل منه , وكان وجود المخلص علة حزن هؤلاء الاشرار ...
أبغضوه لانه كان امينا فى محبته :
هو يعلم قبح الخطية وعظم عقابها ورأهم متعلقين بها ,
فكاحبيب يشتهى رفع الشر عن احبائه ويحب نجاتهم من الخطر حذرهم من الخطية ..
لوسكت ولم يوبخهم على نفاقهم لما ابغضوه لو كان غاشا لآكرموه , ولكن كان امينا مقتوه .
والناس تكره الحق ولو كان صادرا من فم صديق . وتحب الباطل ولو كان مصدره العدو , وهوذا الرسول بولس يقول
" افقد صرت اذا عدوا لكم لانى اصدق لكم " غلا 4 : 16 ...
ان الجروح لبثت ظاهرة بجسد المخلص بعد قيامته لكى يتعجب الجميع مما فعله الاحياء بحبيبهم .
ولقد رأها النبى بعين النبوة فقال له
" ماهذه الجروح فى يديك ؟
فأجابه والدموع تسيل على خديه :
يعز على ان اقول اين جرحت ! لقد جرحت فى بيت احبائى ..
الحبيب يضمد ولا يجرح ,
كلما اتذكر ان جروحى من احبائى تتجدد الامى ويشتد حزنى ...
منقول