[tito227]

مواصفات الضيق



الاثنين 22 يوليو 2013
القمص داود لمعى راعي كنيسة مارمرقس كليوباترا

يقول السيد المسيح فى العالم سيكون لكم ضيق (يو16: 33). فما هى صفات هذا الضيق.


(1) بلوى محرقة:
أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التى بينكم حادثة لأجل أمتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب. بل كما أشتركتم فى آلام المسيح أفرحوا لكى تفرحوا فى أستعلان مجده أيضاً مبتهجين (1بط4: 12، 13).

فالضيق: هو بلوى مرة قاسية قد تسبب حزناً لآو ألماً أو وجعاً صعباً يفوق قدرة الإنسان على الإحتمال فى بعض الأحيان.. فلا توجد بالطبع ضيقة سهلة أو لذيذة..!!
ولا تستغربوا البلوى... فلا تقل غريبة.. كيف يعزبنى إلهى؟!!

فتعتقدون أنه أصابكم أمر غريب.. وتتساءلون: لماذا يعذبنا إلهنا.. هل هو يكرهنا فيعاقبنا؟؟
هل تعجب من المسيح الذى صلب لأجلنا ةاحتمل عنا كل شئ أن يسمح لنا بمشاركة آلامه؟؟

إن البلوى محرقة.. فلا ينبغى أبداً أن نهون من حجم الآلام والأحزان التى تعتصر قلوب المجريين.. إنها حقاً محرقة كالحيات التى لدغت شعب إسرائيل... ولككنهم كانوا يشفون بالحية المرفوعة على علامة الصليب... رمزاً لآلام المسيح والكنيسة.

(2) متنوعة:
إحسبوه كل فرح يا إخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة (يع1: 2) إن الضيقات مختلفة ومتنوعة... فمنها الهموم، والمشاكل، والحوادث، والأمراض، والإضطهادات وغيرها... ضيقات من الخارج... وهذه مصدرها المجتمع والناس فى حياتنا اليومية ومنها ما هو من الداخل ما تقع فيه النفس البشرية.. كالضيق النفسى أو الخوف، أو القلق، أو الإكتئاب أو الإحباط أو الإحساس بالضعف أو الفشل.

(3) خفيفة ووقتية:
لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا (2كو4: 17).
مع أن البلوى محرقة وثقيلة، لكنها تحسب خفيفة حين تقارن بالأبدية وثقل المجد السماوى.
والضيقة وإن طالت مدتها على الأرض حتى غطت سنين العمر كله فهى أيضاً ما زالت وقتية ومحدودة لا تقاس بالأبدية التى فيها لا ينتهى الزمان.

(4) كثيرة:
بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله (أع14: 22)
فى بعض الأحيان تأتى الضيقات متتالية، فقبل أن تفيق من الأول تأتيك الأخرى ثم تتتابع وتتوالى الضيقات وكأن السماء تترصد لك.. وهذا لا يعنى أن الله يرفض أولادة أو يتركهم!! بل ثق أنه بذلك يدفعهم للدخول من الباب الضيق إلى ملكوته الأبدى.

(5) عظيمة:
يوحنا قال عنها أنها عظيمة... بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض وفى أيديهم سعف النخل... وأجاب واحد من الشيوخ قائلاً لى هؤلاء المتسربلون بالثياب البيض من هم ومن أين أتوا؟. فقلت له يا سيد أنت تعلم فقال لى هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم فى دم الخروف (رؤ7: 9، 13، 14).
إذاً فالضيقة.. محرقة.. متنوعة.. خفيفة ووقتية.. كثيرة.. وعظيمة..