دير وكاتدرائية مار ايث الاها:
كما قلنا سابقاً لم نتمك من الحصول على كتب او مصادر تأريخية او وثائق لتزودنا بالمعلومات الكافية عن دير مار ايث الاها
وماسنذكره هنا لا يتعدى ذاكرة اهالي دهوك من الذين عاصروا بداية القرن العشرين
اضافة الى بعض المعلومات الموثقة ، فقد ذكر البعض ومعظمها مدمرة تتجاوز الاربعين
غرفة على شكل دير يقطنه الرهبان وبالذات فوق التلة التي تشغلها حاليا بناية
الكاتدرائية وكذلك المنطقة المجاورة لها وبالاخص من الجهة الجنوبية
والتي تشغلها حاليا بناية مطرانية الكلدان وذهب اخرون
على انها كانت غرفة كبيرة واحدة ولكن ما يهمنا هنا
على انها كانت غرفة كبيرة واحدة ولكن مايهمنا هنا
هو ان دير مار ايث الاها كان موجوداً بغض النظر عن نوعية البناء
سواء غرفة واحدة او اكثر وقد جاء ذكر ايث الاها ضمن خمس وثلاثون
ديراً كانت مأهولة من الرهبان في اللائحة التي قدمها
لاونارد هابيل اسقف صيدا سنة 1607 م الى البابا بولس الخامس.
اما المزار الذي بنيت الكاتدرائية محله فقد تم انشأوه عام 1929 م من قبل
المرحوم الخوري يوسف بهرو وفي عهد المثلث الرحمة المطران بطرس
عزيز راعي ابرشية زاخو ونوهدرا .
وقد سمعت من عدة مصادر بأن اسم البناء الذي قام ببناء
الدير هو ناصر البناء من اهالي الموصل وقد شارك اهالي دهوك
ببناء الدير ونستدل من هذا الخبر بأن دير
مار ايث الاها كان موجودا حيث جاء في الخبر بانه( تم احياء ذكر دير قديم)
وكذلك عبارة (وبعد رفع الانقاض) والانقاض تعني ماتهدم من البناء
اما ماذكره الخبر من انه (في نيته ان يبتني في السنة المقبلة غرفاً تحيط بالهيكل)
فيظهر بان هذه النية لم تتم لاسباب نجهلها حيث لم يكن في المنطقة سوى
بناية الدير ويقال بأنه واثناء رفع الانقاض لبناء الدير تم العثور على صليب قديم
محفور على الحجر تحيط به كتابة باللغة الكلدانية وكانت تعني
(كل يوم اذهب الى بيت الله وكل يوم امام المذبح السامي
قبل الصليب الحي والاب السماوي)
ولكننا مع الاسف لم نعثر على الصليب في دهوك ونجهل مصيره.
وقد اتخذ الدير في فترة الستينات من القرن الماضي كمذخر للاعاشة لاحدى الوحدات
العسكرية لقرية من معسكر دهوك الذي كان يشغل الجزء الجنوبي الغربي
من المدينة ولعدة سنوات ، ورغم ذلك فأن اهالي دهوك
كانوا يترددون الى الدير ويقيمون الصلاة ويقدمون النذور
وقد اجريت عدة ترميمات على الدير اخرها كانت
من قبل المهندس زوراب شاهين كريكوريان في عام 1983 م وعلى نفقته الخاصة
وذلك خلال خدمة الاب المرحوم اوغسطين صادق.
وفي عام 1997 م عرضت كنيسة الكلدان بدهوك على ابناءها فكرة اقامة
احد المشروعين التاليين، اما بناء كاتدرائية في ارض ايث الاها، لان كنيسة الانتقال
لاتتسع للمؤمنين من ابناء دهوك وخاصة في المناسبات وكذلك لبعدها
عن دور المؤمنين الساكنين في المنطقة الغربية من دهوك ولكونها اصبحت
قديمة ومنخفضة عن الشارع العام ، او اقامة مشروع تجاري على ارض البستان
القريب من كنيسة الانتقال.