3- إلى متى تجرحون كرامتي أنتم يا بني البشر، إلى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب:
بعد أن فرغ من صلاة المناجاة، الصلاة القلبية العميقة مع ربه إلهه وأبيه، وأيقن أنه حاضر يسمع ويرى ويستجيب، وعرف انه سيتولى أمره ويعضده أمام أعداءه ويقويه ، اطمئن قلبه وسكن روعه، لذلك يتوجه بحواره في اتجاه آخر: ها نحن نراه يواجه إخوته بتي البشر بقوة جديدة وطاقة متجددة، فنراه يلومهم ويعاتبهم ويعتبر أن كل ما يقومون به من طقوس وعبادات، وما يقربونه من قرابين وذبائح، وما يتلفظون به من تجديف وتذمر على الرب إلههم ، جرح للعهد مع الله وجرح لكرامته هو شخصياً، كقائد (نبي وملك وكاهن) اختاره الله وجعله النبي الملك البار الممسوح الذي لا تقل بالطبع عن كرامة من برره ومسحه ونصبه ملكاً على شعبه." من أكرمك أكرمني ومن أكرمني أكرمه أبي الذي في السموات"
v إلى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب:
سؤال استنكاري يوجهه إلى أتباع " معسكر الشر" وقد سئم من أساليبهم البطّالة وطرقهم الملتوية وحبهم للشر، وسعيهم الدءوب خلف الباطل، وفي هذه الحالة بالذات تشفعهم بآلهة الأمم والأصنام واستخدام الطقوس والعبادات المبتذلة التي كانت تمارسها الشعوب الوثنية لجلب رضي الآلهة واستنزال المطر، والتي كان بعض اليهود يلجئون إليها في زمن الجفاف حين لا تمطر السماء...
ونحن ألا نلجأ إلى العرافين والسحرة حين تتعقد الأمور؟ إلا نعتقد في العفاريت والأرواح ونخشى أعمال الشعوذة وعدم رضا الأسياد؟ ألا نتفاءل ونتشاءم ونؤمن بالحظ والطالع؟ ألا نسلك كثيراً سلوك الأمم ونصدق الكذب بل ونسعى وراءه؟