ثالثاً: الله يغمر البار بحبّه (8- 9):
8 –وأنا بكثرة رحمتك أدخل بيتك يا رب وبخشوع اسجد لك في هيكلك المقدس.:
vوأنا بكثرة رحمتك أدخل بيتك يا رب
يقوم المرنم مبكراً والناس نيام ويخرج من بيته متوجهاً إلى الهيكل ومعه ذبيحة التقدمة ليصلى بحرارة وخشوع وإيمان عميق ووعي كامل بأنه في حضرة الله الحي القدوس، وبرغم ذلك نراه يشعر بانسحاق عميق يصل لدرجة الإحساس بعدم الأهلية والاستحقاق. وبتواضع يعترف أنه مازال محتاج إلى الكثير من الرحمة " بكثرة رحمتك " ليكون أهلاً لمجرد الدخول إلى الهيكل المقدس، بيت الله ومسكنه.
vبخشوع اسجد
وحين يجد نفسه في حضرة الله، في مقر قدسه، يشعر بمزيد من الرهبة فيخر ساجدا بخشوع يطلب المزيد من الرحمة... تماماً " كالعشّار" "أما ذاك فقد وقف بعيداً منحيا لا يجرؤ أن يرفع عينيه نحو السماء بل كان يدق على صدره قائلاً: اللهم اغفر لي انأ الخاطئ وارحمني" (لوقا 18: 13) يقرع صدره لتزايد إحساسه بالضعف وعدم الاستحقاق.
9 –لكثرة الثائرين عليّ يا رب كن عادلاً وأهدني. أهدني سواء السبيل ويسر أمامي طريق النجاة بمشهد من الثائرين عليّ:
vلكثرة الثائرين عليّ
وإذ يطلب رحمة تؤهله لمجرد الوقوف خاشعاً في حضرة الله، يجد لصلاته العديد من المبررات والدوافع: ليس أولها قداسته واستحقاقه الشخصي، بل قداسة الله وعدله.
vكن عادلاً وأهدني
وحين يتجرأ ليطالب بالعدالة أمام خصوم قاموا عليه واتهموه ظلماً وعدواناً، يطلب قبل ذلك أن يهديه الرب إلى الصراط المستقيم وأن ييسر له السير فيه لأنه عالم بأن الطريق ضيق والسير عسير.