3- النشيد في التقليد الآبائي
i. مكانة النشيد وسموّه في الكتاب المقدس :
أوريجنوس يشجع على قراءة النشيد يقوله: "اسمع كلمات نشيد الأناشيد وأسرع في الدخول إليه، مردّداً مع العروس ما قالته العروس، لتستطيع أن تسمع ما سمعته العروس نفسها" (مواعظ في نشيد الأناشيد1/1)
غريغوريوس الكبير يقول إنّ الدخول في النشيد لا يتم إلا بشرط هو المفهوم الصحيح للمحبة والذي يطابق بينه وبين حُلّة العرس اللائقة: "علينا أن نأتي إلى ذلك العرس المقدّس، إلى زفاف العريس والعروس، مع أعمق مفهوم للمحبّة وبكلام آخر، أن نأتي إليه مع لباس العرس. وهذا ضروريّ: فإذا لم نلبس لباس العرس- أي مفهوم صحيح للمحبّة- سنُطرد من وليمة العرس إلى الظلمات البرانيّة، أي إلى عمى الجهل (4/6- 10).
غريغوريوس النيصيّ يتكلم أيضاً عن نفس الموضوع ويقول: "أنتم الذين، بناءً على نصيحة بولس، خلعتم الإنسان القديم مع أعماله وشهواته، كما تخلعون ثوباً بالياً، ولبستم، بنقاوة حياتكم، الثياب الباهرة التي أظهرها الربّ يوم تجلّيه على الجبل، أو بالأحرى لبستم سيّدنا يسوع المسيح نفسه، مع قميصه المقدّس، وتجليّتم معه لتصبحوا متحرِّرين من الأهواء وإلهيّين، تعلّموا أسرار نشيد الأناشيد. أُدخلوا إلى الخِدْر الذي لا يُفسد، لابسين اللباس الأبيض، لباس الأفكار النقيّة التي لا عيب فيها؟ (العظة الأولى).