42 - يستغيثون فلا من مغيث ويدعون الرب فلا يستجيب:
هذا هو حال الأشرار أعداء الله فهم إذا لجئوا إلى إخوتهم الأشرار فلن ينقذوهم لأنهم يدركون مدى ما في مواجهة الله من هلاك ويفضلون الفرار ... وإذا لجئوا إلى الرب فلن يستجيب لأنه صبر وتمهل وأمهل إلى أقصى مدى حتى أثاروا حنقه واستنفذوا صبره واستهزؤوا بكل إنذاراته وتحذيراته ، فحتى إذا دعوه في لحظة الشدة، فلن يستجيب لكنه كان حتماً سيرحم ويصفح إذا كانوا قد أعلنوا التوبة ورجعوا عن الشر قبل حلوله... كما فعل مع شعب نينوى ( يونان ) حين أرسل يونان النبي ليحذرهم فقدموا صوما وأعلنوا توبة فغفر الله لهم خطاياهم ورد غضبه عنهم.
43 - فاسحقهم كالذين في الريح واطرحهم كالوحل في الطرقات:
ستكون النتيجة الحتمية هلاك الأشرار النهائي وانتصار الأبرار الذين لم ولن يتخلى الله عنهم.
44 - نحيتني من شعب مخاصم وجعلتني رئيساً للأمم :
هكذا شاء الرب وما شاء فعل ... فداود الهارب الفار أُنقذ وأٌنتشل، وصار ملكاً متوجاً على شعب الله ورئيساً لكل عشائر إسرائيل والأمم التي حولها،بينما هلك وباد واختفى من ساحة الوجود جميع أعداءه، وفي هذه الآية نبوءة عن المسيح تتحقق في شخصه الإلهي، أكثر مما يمكن أن تنطبق على داود نفسه، فقد جعله الله سلطاناً ودياناً للأحياء والأموات وله تسجد كل ركبة ما في السماوات وما على الأرض وما تحت الأرض..
45 - الغرباء يتذللون لي وبأذان سامعة يسمعونني:
ملك على شعبه بقوة الرب وحكمته وخشيته ووقعت على جميع شعوب الأرض تحته فصاروا ينفذون كل ما يطلبه منهم بأذان صاغية لأنهم يعلمون أن لا قبل لهم بمواجهة الرب والملك الذي مسحه مهما تشاوروا وتأمروا وقاموا.
46 - الغرباء تخور عزائمهم ويخرجون مرتعدين من حصونهم:
هكذا يستمر عمل الله في حياة داود حيث صار مجرد وجود داود علامة على وجود الرب وصارت قوة داود برغم كونها محدودة، مدعومة بقوة الرب التي لا تقهر: " إن كان الله معنا فمن علينا " لذلك يبادر الأعداء اليوم بالخروج من مخابئهم ومن القلاع التي كانوا بها يتحصنون بها ويعتقدون أنها قادرة على حمايتهم من غضب الرب الآتي... فلما عرفوا قوة الرب خرجوا مسلّمين أنفسهم بين يدي الملك وهم مرتعدون مما يمكن أن يفعله بهم الرب وملكه.
47 - حي هو الرب ومبارك خالقي وتعالى الإله المخلص:
هذه العبارة هي قَسَمُ الأنبياء وهي تعبير عن قوة إيمانهم بالرب الحي والفعال في حياتهم. مبارك خالقي هو العمل الطبيعي لكل خليقة أن تبارك خالقها وتسبحه وتزيده علواً. تعالى الإله مخلصي: إنه أعلى من كل قوة وأسمى من كل ما سواه. لذلك أباركه ما دمت حياً.والنبي بهذه السمات الإلهية يريد أن يؤكد على دور الله الحي في حياته.
48 - الله هو الذي ينتقم لي ويخضع الشعوب تحت قدمي:
طبعاً نتيجة بديهية ومنطقية تمثل غاية الواقعية والإحساس بالذات لدى داود، فليس هو ولا بقدرته وحده ولا بكفاءة قيادته وقوة جيوشه استطاع أن يقيم المملكة فلولا أن الرب كان معنا يقول مع إسرائيل شعبه لابتلعونا أحياء ولصرنا ...
49 - ينجني من أعدائي وينتشلني من بين القائمين علىّ:
عمل النبي يتمثل في الحفاظ على طهارة يديه ونقاوة قلبه وحفظ شريعة الله فمهما بلغت قوة الملك فلا يستطيع أن ينجي نفسه. يبقى على الرب عمل الحماية والنجاة، هو الرب يرسل كاروبه ويمد يده وينتشله من الغمر وينجيه من جميع القائمين ضده .
50 - لذلك أحمد يا رب، وأرتل لأسمك بين الأمم:
طبعاً أمام كل أعمال الرب ومعجزاته ودعمه وعجائبه في الحياة لا يملك النبي سوى الشكر والحمد والتمجيد والتسبيح على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال... بحيث تتحول الحياة إلى ترنيمة فرح ونشيد تمجيد، ونتحول شعبه إلى شهود له بين الأمم، لما لا يوجد بنفسه سراحنا وأضاء لنا الطريق .