القسم الأول: صلاةشكر وثقة بالرب: (2 – 4):
2 - أحبك يا ربي يا قوتي:
الآية الوحيدة الموجهة إلى الله مباشرة بصيغة المخاطب في هذا المزمور الطويل المكون من إحدى وخمسين آية، أما باقي النص فهو قصيدة انتصار. وحيث أنها عبارة وحيدة وفريدة فإنها تحمل في حروفها القليلة، أجمل ما في الوجود وأعمق ما في قواميس اللغات البشرية من كلمات. حقاً ما أجمل الحب من شعور وما أعذب ما يصاحب تلك الكلمة من أحاسيس... هكذا يصرخ داود في عفوية قلبه المألوفة نحو سيده الذي نصره وقواه "أحبك يا ربي" عبارة فريدة في معناها، فريدة في تشخيص العلاقة الحميمة بين داود والرب، وهي تحوي عمق أحاسيس وتعبر عن معان لا يمكن أن تحتويها كلمة أخرى، وبما أنها ُتعبر بالفعل عما يجول في قلب وعقل وكبد داود من مشاعر حب حقيقية، نادراً ما تتكرر هذه الآية في أي موضع آخر. أحبك، من فم داود نحو ربه وإلهه، عذبة وجميلة لكنها أكثر عذوبة وأبهى جمالاً عندما تخرج من فم الله.
Ø أُحبّك، تعبير عن مكنون قلب يعيش هذا الشعور العميق نحو شخص لا يمكن أن يتصور الحياة بدونه.
Ø أحبك، كلمة يمكن أن يقولها إنسان لآخر، فهي تشترط التكافؤ، لكن أن يوجهها إنسان إلى الله، فأنها تتطلب التبعية المطلقة.
Ø أُحبّك، أكثر الكلمات استخداماً في جميع لغات العالم لكنها أسوء تلك الكلمات استعمالاً.
Ø أحبك، كلمة تلخص كيان الله وتسبق كل صفاته متخطية إياها جميعاً لتصل إلى جوهره وذاته فالله محبة .
Ø أحبك لا تستغرب أن يقولها داود في عصره وإن بأسلوب عابر في لحظة شكر، سيأتي بعده من يقول " أنا أحب أبي وأبي يحبني".
Ø أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى "محبة أبدية أحببتك لذلك وفرت لك الرحمة".