ثالثاً: تفسير المزمور:
1 - لإمام الغناء لعبد الرب داود على النجاز (التمام)، كلم الرب بكلام هذا النشيد يوم أنقذه الرب من أيدي جميع أعدائه ومن يد شاول فقال :
درسنا في المزمور الحادي عشر ما مر به داود من قلاقل وآلام بسبب مضايقات شاول الملك وأتباعه ومطاردتهم إيّاه وحصارهم له من جميع النواحي وتصويب سهامهم إلى قلبه لدرجة أحس فيها الجميع بما فيهم أصدقاء داود الأوفياء القلائل الذين بقوا معه، بأن النهاية قد دنت وأنه لم يبق أمام داود، إذا حالفه الحظ، سوى أن يفر هارباً إلى الجبال كالعصفور. يومها رفض داود النصيحة واحتمى بالرب مختاراً كموسى أن يبقى بين شعبه على أن ينجو بحياته. واليوم وقد تحقق له ما هو مستحيل بشرياً، ينشد داود كلمات هذا النشيد العذبة والمعزيّة، ليشاركنا "نشيد حمد"، وليظل نشيده خالداً مدى الدهر، يردده كل فم ويسبح به كل لسان على الأرض عاش تجربة الألم وأختبر تعزية الرب ونصره.
v "عبد الرب":
يدعو داود نفسه" عبد الرب" فإنه إذ يتحدث عن "نعمة الملوكية"، وإذ ترفعه هذه النعمة إلى حضن ملك الملوك، فليس ذلك ليتشامخ أو يظهر سلطاناً، وإنما بالحري ليحمل روحه الوديع المتواضع إلى التسبيح والتغني والترنم بعمل الله في حياته كعبد منسحق، ومحتاج إلى العون الإلهي، لقد أقامه الرب ملكاً على شعبه ليعيش له عبداً يخدمه بروح الحب والرعاية.
v على النجاز (التمام) لداود:
يتحدث عن تمام الخلاص الذي سيتحقق بنزول كلمة الله وصعوده وتقديم نعمة البنوة للأمم.
v "كلم الرب":
وضع داود هذه التسبحة لا لإرضاء الناس، أو للافتخار بانتصاراته الشخصية، وإنما كذبيحة شكر لله واهب النصر المستمر... إنها اعتراف إنسان مدين للرب بكل نجاح.
v نصرات كثيرة:
وكتبه داود بعد أن نال العديد من الانتصارات، وكان يردده كلما تذكر لمسات يدّ الله الحانية في مختلف المناسبات، فلا عجب أن نراه مكرراً أيضاً في الفصل الثاني والعشرين من سفر صموئيل الثاني. a