"جيل يلعن أباه ولا يبارك أمه " (امثال 11:30)
قال احدهم إن أجمل أربع كلمات في كل لغة هي: يسوع ....السماء....المحبة .....الأم .
روت لي سيدة عن زيارة قامت بها إلى مأوى العجزة فكان الحديث التالي :
أحببت ذات مرة أن ازور مأوى للعجزة ,ذهبت وفي داخلي أحاسيس متزاحمة من الشوق والأسى لما سأرى هناك, فرح الجميع بوجودي كالأرض المتعطشة لنقطة مطر لأنهن في وحدة مرعبة ويتمنين قدوم أي زائر. أحداهن في السرير لا تستطيع كة والأخرى تحمل عكازها ولا تتوقف عن الكلام وتنتقل من غرفة إلى أخرى تجلس بجانب صديقتها لتبث همومها وتملا فراغها
تحدثت معهن جميعا وكانت كل منهن تروي قصتها قبل أن اسألها :أنا من وضعها أولادها ووعدوا انه سيعودون .أنا من تزوج أبنائي ورفضت زوجاتهن الاعتناء بي, أنا من كسرت قدمي وأصبحت طريحة الفراش فأتوا بي إلى هنا
(الأعمار مختلفة والأوضاع مختلفة )لكل منهم قصتها ولكن النتيجة واحدة (نقص الحنان وعدم الاعتراف بالجميل )
كانت الأقوال متضاربة:لقد زارني ابني منذ سنة والأخرى منذ شهور والبعض يزورني باستمرار ولكني بشوق لأحفادي وليس باليد حيلة
وكل أم رددت هذه العبارة:"في كل سنة يمر عيد الأم ولا يجد أبنائنا الوقت الكافي لزيارتنا لقد نسينا هذه المناسبة ".
عندما سمعت ما روته السيدة بدأت أفكر بكل أم وما هو إحساسها عندما تشعر إن أبنائها قد نسوها
إن مجرد التفكير بمثل هذا الموضوع في عيد الأم يعطي الأم بعدا جديدا لهذا اليوم الخاص, انه يوم الاحتفال بجمال الأمومة وعظمتها انه مناسبة للتعبير عن شكرنا للتي اعتنت بنا خلال سنوات طويلة في أوجاعنا وآلامنا
إن الأم نور يرشد وشمعة تضيء وعين تسهر ومجاهدة لا تكل ولا تتعب فهل يحق لأي ابن أن ينسى أمه في مثل هذا اليوم,هل نسي أن يقدم لزوجته أروع وأعظم الهدايا؟ أليست هذه الزوجة أما وستصبح عجوزا في المستقبل؟
لو إن كلا منا يفكر بذلك لشكرنا آباءنا وأمهاتنا في كل يوم وفي كل لحظة وليس يوم العيد فقط
كم هي مشاعر قاسية أن تحس الأم إن ابنها لا يسال عنها ستجد له المسوغات أمام الجميع ولكنها في قرارة نفسها تشعر بالأسى وبمرارة المر.
لقد كان إكرام الوالدين هو إحدى الوصايا العشرة منذ بدء التاريخ "أكرم أباك وأمك لكي يطول عمرك على الأرض "حتى المسيح رب المجد وسط آلامه على الصليب أوصى بأمه العذراء قائلا ليوحنا "هي ذي أمك "
أصلي أن يحفظ الله جميع الأمهات وأتمنى أن يصلوا لأجلنا باستمرار لان رضا الأم من رضا الرب