[Mary Naeem]

ماذا سيأكل المصريون؟




بدلا من أن يأكل المصريون اللحوم والدجاج والخضراوات والفاكهة أكلهم الغلاء الذى طال أغلب السلع الغذائية وأصبح السؤال الذى يطرحه المرء على نفسه ما الذى سوف تأكله الأسر المصرية بعد ان قاطعت اللحوم وبعدها الدجاج الذى ارتفعت أسعاره بشكل لم يسبق له مثيل حتى فى أشد الازمات اما بدائلهم من العائلة البروتينية مثل الأسماك فقد زادت اسعارها هى الأخرى وأصبح ارخص سعر للكيلو منها والذى لا يكفى اسرة مكونة من 4 افراد ليس فى متناول ايديهم.

هل ستضطر الطبقة المتوسطة لتلحق بالفقيرة وتواجه موجات الغلاء المتكررة بتناول هياكل الفراخ، ووجبات الأجنحة والأرجل وحواشى اللحوم؟ ام ستمتد أيام العدس والفول والكشرى على موائد المصريين إلى شهور وربما سنوات؟ وللأسف حتى هذا قد لا يكون متاحا بعد ان وصل سعر كيلو الفول إلى 10 جنيهات والعدس إلى 12 جنيها.

كثيرا ما تذكر التقارير الرسمية أن غذاء المصريين غير متوازن لاعتماده على السعرات الحرارية من الحبوب والبقوليات التى تمدهم ب60% من طاقتهم» ــ وفقا لتقرير مركز معلومات مجلس الوزراء.

لقد انشغل النظام بمعاركه السياسية وبكيفية البحث عن طرق للالتصاق بكراسيه وتناست الحكومة ان الفقر تغول وعشش فى المدينة قبل القرية وفى الشارع قبل الحارة وأن حجم الانفاق الاستهلاكى انخفض بنسبة تزيد على 70% ولم تعد هناك قوى شرائية تستطيع محاربة الركود وان قيمة الجنيه لم تعد تساوى 4 «حزم من الفجل» نسوا ايضا قضية الحد الأدنى للأجور التى تحولت إلى سراب وحتى لو أصبحت حقيقة لن تستطيع مواجهة وحش التضخم الذى نهش الطبقة الوسطى بعد ان هدّ كيان الأسر من محدودى الدخل حتى الأطفال الذين يمثلون 40% من سكان مصر لم يسلموا من براثن الغلاء والفقر؛ فها هو فيليب دوامييل ممثل اليونيسيف فى القاهرة يعلن منذ أيام ان الأبحاث والدراسات التى اجرتها المنظمة بالتعاون مع الحكومة المصرية اظهرت أن 8 ملايين طفل يمثلون 26 % من أطفال مصر يعانون من حدة آثار الفقر.

يبدو أن أحلام المصريين بعد الثورة فى العيش والحرية ضاعت هباء منثورا وأخشى أن ثورة جياع قد تلوح فى الأفق إذا استمر الحال على ما هو عليه واذا لم تتحرك الحكومة، أى حكومة، سواء المستمرة حتى الانتخابات أو التى بعدها، لتضع سياسة واضحة تحرك بها الأسواق وتسترد للجنيه المصرى هيبته وقيمته لم تعد المسكنات بالكلام والوعود مجدية، لا أحد يصدق سوى الفعل.