في انجيل مرقس :
هذا الإنجيل هو كرازة وقراءة كنسيّة لحياة يسوع المسيح ترتكز بشكل أساسي على شخص يسوع المسيح كربّ وكابن لله (مر 1،1).
يسعى هذا الإنجيل بشكل خاص للتوفيق بين صورتين للمسيح المسيح الممجّد ابن الله ، مسيح الإيمان (Christ dela Foi) والمسيح المتألّم ، ابن الإنسان ، مسيح التاريخ (Christ de l’histoire) من خلال التدرج في إظهار السر المسيحاني عبر الإطار العام للعرض الكتابي.
فيسوع هو "ابن الله" كما يعلنه الآب في المعمودية (11،1 ) والتجلّي (7،9) وكما تعلنه الشياطين نفسها (24،1/11،3/7،5) وقائد المئة (39،15). وهو ايضاًً "ملكوت الله" الذي أتى (15،1 // 10،2) ، وسيد السبت (12،6) الذي يغفر الخطايا (28،2) ويصنع الأعاجيب (31% من مجمل النص) ويطرد الشياطين.
ولكنه أيضاً "ابن الإنسان" الذي احتمل الآلام والأوجاع بطبيعة إنسانية كاملة ، بصورة مغايرة للمسيح الملك المخلص السياسي الذي كان ينتظره معاصروه.
هذا التناقض هو المفتاح لقراءة إنجيل مرقس : يسوع هو المسيح ابن الله القائم من بين الأموات لكنه أيضاً ابن الإنسان المتألّم على الصليب.
لا يكفي إذاً أن نعرف يسوع بسطحية فحتى الشياطين تعرف من هو، بل الأساس هو اعتراف ايماني من الصميم مستند على اختبار هذا الحضور السري لله في حياتنا الذي يقودنا إلى الإقرار : "بالحقيقة كان هذا الرجل ابن الله"(39،15).