خاتمة المزمور:
نحن أمام إنسان يعيش على المستوى المادي في وحدة قاتلة وفقر مدقع، ولكن على المستوى الروحي يكتشف أنه غنيّ ومحاط بحضور عميق. دخل الهيكل، آخر ملجأ للمؤمن، فوجد هناك حضرة الرب وحمايته. لم يعد قلبه مقسّماً، فالإله الحقيقيّ هو منتهى سعادته ولا شيء يزعزعه، فهو وإن كان لا يملك شيئاً في نظر البشر، ولكن له كل شيء لأن الرب معه ففي الرب غناه وميراثه وهدا هو إيمانه، لدا ينام مطمئناً قرير العين مستريح البال، علامة على حريّة النفس التي تحرّرت من الجسد فاستراحت. نظر المرنّم إلى الله وحده، جعل الربَّ نصب عينيه كلّ حين، فأحسّ بحضوره وعونه،عن يمينه كل حين فلا يتزعزع، ولن يخاف الموت بعد اليوم، لأنه أقوى من الجحيم والفساد، وهو يملأ قلبه فرحاً. والمرنّم داود حين يعلن أن حضور الرب ورؤيته هما سرّ الفرح الحقيقي، تصير صلاته هي صلاة كل إنسان تقي، ويحيا خبرته في شركة مع الرب، كل من يؤمن به، حيث يعطيه الأولوية المطلقة في حياته، وتصير كلماته وأمانته، حديث كل محب الرب على مدى الأجيال، وخبرة روحية تتعلم منها الشعوب جيلاً بعد جيل.