عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 03 - 2013, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,344,398

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور التاسع عشر: رب الأكوان

4 - بغير قول ولا كلام ولا صوت يسمعه أحد:
هكذا يخبر الليل بالنور الغائب عنه "الله" كما يتحدث النهار بالنور الحاضر فيه "الله"، وبقدر ما ينبثق الإعلان واضحاً مجلجلاً، بقدر ما هو صامت في جلال.
5 - في الأرض كلها بان مقامها وفي أقاصي الدنيا زمانها للشمس أقيم مسكن فيها "نصب خيمته":
في كبد السماء نصبت الشمس خيمتها تشع ببهائها على الأرض كلها، فلا شيء يمكن أن يُخفي عنها، ولا شخص يمكن أن يُنكر وجودها. تبدو كملك عظيم يسير في موكب عالمي، يضرب خيمته في جبروت ليعلن سلطانه، ثم سرعان ما يخلع أوتاد الخيمة ليرحل منتقلاً إلى حيث يشاء. كذلك الشمس تشرق بنورها وتبعث حرارتها لتهب الحياة ثم تغيب، لكن ليس قبل أن تحدد موعداً آخر، تاركة الكون ينتظر اللقاء. عندما نقرأ هذه الصورة عن مسيرة الشمس اليومية، ودورانها كعدَّاء يريد أن يحرز النصر! ندرك عمق ما قصده داود النبي، حيث لم تعُد الشمس إلهاً يُعبد كما في الديانات الوثنيّة، بل صارت خادماً أميناً بين يدي الرب وشاهداً على عظمته.
v وفي أقاصي الدنيا زمانها "خرج منطقهم":
هذا الإعلان الصارخ عن عظمة الله ومجده وجلاله لا يخفى على أي مخلوق، لاسيما الإنسان، فإعلان السماوات والأرض والليل والنهار عن مجد الخالق لا ينكره عقل ولا ينفيه منطق. إنه إعلان بديهي، فمن ينظر إلى الكون يدرك تلقائيا أن هناك يد خالق مبدع، وعقل مدبر جبار، وفكر مهندس عظيم، خلق وأبدع ودبر مسار كل هذه المجرّات المنتظمة بدقة تفوق الإدراك... أثناء عودة نابليون بونابرت من مصر على متن إحدى السفن الحربية عبر البحر الأبيض المتوسط، سمع أحد ضباطه يتفوه ببجاحة بكلمات إلحاد، عندئذ أشار نابليون إلى النجوم، وقال: "من صنع هذه؟" فلم يكن للإلحاد من إجابة... أعمال الله في الخليقة تشهد له بأنه ليس القدير وكلي الحكمة فحسب، بل كونه الآب الذي يهتم بالكبير والصغير. فالذي علّق النجوم على الضياء وأسكن الشمس كبد السماء ونظم رحلتها اليومية بدوران الأرض حولها وحول نفسها لتستقبل من الشمس النور والدفء والحرارة هو الله وحده وعن طريق نظامه الفائق الدقة والإعجاز تتحدد الأزمنة والفصول والأيام والساعات والدقائق.
6 - تطل منه كالعروس الخارجة من خدرها، يبتهج الجوزاء يقطع شوطها:
وكأن دورة الليل والنهار تمثلا دورة الحياة: لذا يستعير داود تشبيه العريس الذي يسير نحو عروسه فيتبادلا الحب ويثمرا البنين كي تستمر دورة الحياة. الشمس في اللغة العبرية كما في الآرامية "مذكر"، لهذا تقارن بالعريس.
v الجوزاء:
الجوزاء برج من الأبراج السماوية، وهو عبارة عن مجموعة فلكية تأخذ شكلا بصورة توأم. والنبي يشبه الليل والنهار بتوأم من أب واحد خالق، يسير ابناه التوأمان في مسار محدد لا يحيدان عنه، وهما يطفران بفرح وتهليل لأنهما يحققا مشيئة الله الآب وغرضه من خلقهما... ما أروع التشبيه!
7 -من أقاصي السماء شروقها ، والى أقاصيها دورانها ولا شيء يستنير عن حرّها:
يعود للحديث عن الشمس ذلك المخلوق الجبار الذي يجول السماء من أقاصيها إلى أبعد نقطة فيها، وهو إذ يجول يصنع خيراً، يمد كل شيء بالنور والحرارة ولا يخفى عنه شيئا... لكنه في كل حال سواء تهلل مثل الجبار أو سار العريس أو ذهب عدواً إلى أقاصي الشرق والغرب أو كشف كل المستورات ومد كل شيء بالنور والحرارة والحياة... فإنها في النهاية خليقة من خلائق الله، يحدد الله لها مسارها ودورتها الزمنية.
  رد مع اقتباس