
+ هذا هو يوم الإستعداد للصوم الكبير المقدس ، وفيه نرفع قلوبنا 
بالتوبة إلى الله ، لكى نبدأ صوماً مقبولاً ، ومفيداً ، ونرفع من أمامنا كل أنواع 
الأطعمة الحيوانية ، وهذا هو معنى الأصطلاح القبطى " للرفاع " 
.
( Sum )والمفهوم القبطى الأرثوذكسى للصوم : ينبع من معنى كلمة " صوم " العبرية ، التى تعنى حرفياً سد الفم عن الكلام 
والأكل ، ( حسب العهد القديم ) ، والأمتناع عن كل ما يلذ الجسد ( حسب معنى العهد 
الجديد ) ، بالأضافة لما سبق فى العهد القديم .
+ فهو " تدريب " 
على أمرين هامين هما : 
ممارسة الصوم بزهد مع ممارسة باقى وسائط 
النعمة ( صلاة ، أعتراف ، تناول من السر الأقدس ، عمل الخير ، خدمة ، 
ترنيم وتسبيح ، وتأملات ، وميطانيات ....... الخ ) . للتخلص من خطية مُستعبدة للمرء 
، وترك عادات ضارة . وهذا هو الأمر الأول .
أما الأمر الثانى : فهو " التدريب على 
أكتساب فضيلة جميلة أو أكثر " – فى كل صوم – وفى نهايته " إمتحان للنفس " ، هل تم التخلص من الخطية أو 
العادة الردّية ؟! ، وهل تم إكتساب فضيلة معينة ؟! فإن لم يكن ذلك قد تحقق ، فقد 
أتعب الصائم نفسه ، وحرم ذاته من طعامه اللذيذ ، دون فائدة روحية ، وهذا ما يحدث 
للأغلبية الصائمة بلا حكمة .
+ وعلى هذا الأساس ، يجب أن نتذكر قول المرنم القبطى 
:
* الصوم .. الصوم .. للنفس ثبات ..... طوبى لمن صام عن الزلات 
.
* ليس الصوم معناه الجوع .... بدون التوبة والرجوع 
.
+ ويكون الصوم لكافة الحواس 
:
* صوم العين عن النظرات الشريرة .
* صوم اللسان عن الكلام الباطل .
* صوم الآذان عن سماع كلام الإدانة والذم .
+ ويقول القديس مارإسحق السريانى : " إن صوم اللسان أفضل من صوم 
البطن ، وصوم القلب عن الأفكار الشريرة أفضل من الإثنبن .
+ ويقول ذهبى الفم : " لا تقل إنى صائم بماء وملح ، وأنت تأكل لحوم 
الناس بالمذمة والإدانة " .
+ وحدد الرب الصوم المقبول 
:
* بعدم الغضب ( مت 6 : 16 ) .
* والصلح والسلام أولاً ( مت 5 : 24 ) .
وشرحه بالتفصيل فى سفر إشعياء أصحاح 58 ، وموجزه 
:
* رفض الصوم مع الملذات والمسرات ، أو الإنشغال بالماديات والكماليات 
( 58 : 3 ) .
* صوم مع خصام ، وشكوى وتذمر ، ورفع الصوت ( 58 : 4 ) 
.
* إدانة الآخرين ، والأحاديث الباطلة والفارغة .( 58 : 9 ) 
.
+ والصوم المقبول يكون :
* بتوبة وإعتكاف للتأملات والصلوات ( يوئيل 2 : 15 ) 
.
* بروح الإتضاع ، وعمل الخير ( إش 58 : 7 ) ، وتقديس يوم الرب 
للعبادة ، والإجتماعات ، والإفتقاد ( 58 : 13 ) .
+ أما بركات الصوم المقبول :
* الشفاء الروحى والجسدى ، وقبول الصلوات ، والتلذذ بعشرة الله ( إش 
58 : 8 – 14 ) .
+ فاجعل يا عزيزى / يا عزيزتى
الصوم فترة للتدريبات الروحية . لا ليكون مجالاً لنيل أجرأرضى ، أو لتقليد الآخرين ، أو لأى هدف مادى
، أو صحى ( بهدف عمل رجيم ) .