مجموعات قوانين أخرى:
طبعاً، تقتضي الضرورة في أي مجتمع وجود شرائع وقوانين أكثر تفصيلاً. ومن الضروري شرح القوانين الأساسية. فإذا قالت الوصية إن عليك ألا تعمل عملاً ما يوم السبت، ينبغي أن يُفهم من هو المخاطب وما هو المطلوب بالتحديد. حتى إن الوصية الصريحة في خروج 20: 10 كان واجباً أن توضح. فالمخاطب ليس هو فقط رب الأسرة العبرانية بل أيضاً أولاده وعبيده وبهائمه والغريب النازل بينهم (تثنية 5: 14). (ومن المفترض والمأمول أن تكون "الزوجة" ضمن هذه اللائحة). وقد أسهب الرابيون (معلمو الدين) اليهود في ما بعد في تحديد العمل الممنوع والعمل المسموح به. وقد انتقد بعضهم المسيح لأنه هو شفى مرضى وتلاميذه قطفوا سنابل يوم السبت (لوقا 14: 3 و4؛ متى 12: 1 و2) فقد كان هذا النوع من العمل مناقضاً لتعريف الفريسيين الذي يحدد "العمل".
إن الوصايا العشر هي شريعة عهد الله مع الشعب. وفضلاً عن هذه، تحتوي أسفار الشريعة (من الخروج إلى التثنية) على قوانين بعضها مشابه لِما هو موجود عند أمم أخرى. وهنالك ثلاث مجموعات قوانين رئيسية.
المجموعة الأولى متفرعة من الوصايا العشر، في خروج 21- 23. وهذه تدعى أحياناً "كتاب العهد". وهي تحوي قوانين أدبية ومدنية ودينية. ففي أعقاب تعليمات تختص بالعبادة، تأتي قوانين تتناول العبيد، والقتل والإضرار بالحياة، والسرقة وأضرار الأملاك، والواجبات الاجتماعية والدينية، العدالة والحقوق الإنسانية. وفي الأخير تعليمات تختص بالأعياد الدينية الكبيرة الثلاثة- الفطير والباكورات والحصاد. وتُبين هذه التشريعات أن هذه الحياة ككُل يجب أن يسودها العدل والإنصاف. فهذا الأمر يعني الله، كما يعنيه أيضاً أن يحفظ حقوق العاجزين عن مساعدة أنفسهم، كالعبيد والفقراء والأرامل والأيتام والغرباء.
والمجموعة الثانية من القوانين واردة في لاويين 17- 26 (أصول "القداسة" أو الطهارة). وهذه المجموعة تبين بصورة رئيسية كيف يجب أن يعبد العبرانيون الله، وتحدد الطقوس المرتبطة بخيمة الاجتماع. لكنها أيضاً تتطرق إلى الحياة اليومية. والعبارة المفتاحية للتعليمات المشار إليها، هي هذه: "تكونون قديسين، لأني قدوس- الرب إلهكم" (لاويين 19: 2). فمن الواجب أن تكون الأمة مقدسة لأنها منتمية إلى الله.
أما المجموعة الثالثة من القوانين المفصلة فمعروضة في تثنية 12- 25. وهي تشتمل على كثير من المسائل المطروقة في سفري الخروج واللاويين. غير أنها مقدمة في شكل خطبةٍ ألقاها موسى على العبرانيين قبل دخولهم كنعان. وهي تتضمن تحريضات متكررة على مراعاة الشريعة، وتحذيراتٍ مِما يقع إذا عصى الشعب الربُ. ولا يُشار إلى واجبات الملك في الشريعة إلا فقرة واحدة واردة في تثنية 17: 14- 20.