وادي الأردن:
ينبع نهر الأردن قرب جبل حرمون ويجري جنوباً عبر بحيرة الحولة (وقد جفف الآن القسم الأكبر منها) إلى بحيرة الجليل. وعند الطرف الجنوبي من هذه البحيرة يجري النهر في وادٍ عميق يدعى الغور. وليس الوادي وحده ذا جانبين شديدي الانحدار، بل إن النهر أيضاً قد شق الأرض مكوناً "وادياً ضمن وادٍ" متعرجاً تحف به الصخور وتكسوه خُضرة كثيفة كالأدغال. وقد جعل ذلك عبور الأردنِّ صعباً قبل بناء أول جسور حديثة فوقه.
إن وادي الأردن هو صدع جيولوجي. وضفتاه توازيان انخفاضين في قشرة الأرض. هذان الانخفاضان يوصلان الوادي إلى البحر الميت وما بعده عبر المنخفض المعروف بالعربة والذي يفضي أخيراً إلى خليج العقبة. ويعود عمق الوادي السحيق إلى هذين الانخفاضين. فإن شط البحر الميت ينخفض عن سطح البحر 388 متراً. والمسافة بين الحافة الجبلية على أحد جانبي الوادي والحافة المقابلة له تراوح ما بين 15 و20 كلمً. ولكن ليس من طريق يجري على طول هذا الوادي. وأحد أسباب ذلك هي الأرض كثيرة الصدوع العقبات والتي كونها نهر الأردن وروافده. وسببٌ ثانٍ هو أن درجات الحرارة داخل الغور ترتفع كثيراً في الصيف بحيث يفضل المسافرون أن يعبروا بأسرع ما يمكن من المرتفعات الجبلية على إحدى الضفتين إلى تلك المقابلة لها.