السهل الساحلي:
لما دخل بنو إسرائيل الأرض، استولوا على المرتفعات الداخلية، ومن ثم قاموا بمحاولات متقطعة لمد سيطرتهم إلى الساحل المتوسطي. غير أن هذه المنطقة كانت تحتلها الأمة الفلسطية القوية. ومع أن بني إسرائيل تمكنوا على عهد داود من السيطرة على هذه المنطقة، فإن الفلسطيين كانوا في أغلب الأحيان يشكلون ضغطاً كبيراً على الجبال انطلاقاً من مدنهم الساحلية الخمس.
ولم تكن الأراضي الساحلية آنذاك ذات جاذبية خاصة. فهي مكونة من حزام كثبانٍ رملية خلفها غابات وبُحيرات ومستنقعات. ولم تكن إلى الجنوب من الكرمل موانئ طبيعية كبيرة. فالفلسطيّون لم يخوضوا البحار، وأول مرفإٍ كبير على هذا الساحل كان المرفأ المصنوع في قيصرية والذي أنشأه الملك هيرودس الكبير قبل ولادة المسيح بزمن غير طويل.
وقد عرف السهل الواقع جنوبي الكرمل بسهل فلسطيا وسهل شارون. وشمالي الكرمل، دُعي السهل سهل أشير. حتى إذا اتجهت شمالاً، وجدت السهل يضيق، ولكن تكثر فيه الموانئ الطبيعية. ومن هناك نشطت تجترة الفينيقيين البحريين.