هذه الاشواق متاصله فى قلب الانسان وهذا ما يفسر عشق القديسين وحبهم العظيم لربنا ومخلصنا يسوع المسيح, نحن نسمع من وقت لاخر عن انسان ترك العالم وذهب الى احد الاديرة وتوحد فى مغارة مثلا وهنا يترض بعض المتشككين البعيدين عن الايمان السليم مسفهين هذا التصرف محاولين التهكم بقولهم ان كثرة الصلاة تورث الجنون لكن امثال هؤلاء الناس مساكين لانهم لم يلمسوا بقلوبهم اعماق المحبة الحقيقية نحو ربنا والاشواق الداخلية نحوه ومن ثم فهم لا يستطيعون ان يدركوا عمق الدوافع الروحية التى حملت أوليك الذين أحبوا الله اكثر من ذواتهم الى ترك العالم وكل ما فيه . وبالتالى لا يستطيعون ان يجدوا سببا او تفسيرا لكثير من مظاهر حياتهم الكنيسية. تصوروا اشواق الام الى ابنها او ابنتها المسافرة . تصوروا اشواق الاب الى اولاده البعيدين عنه , انه مع الام يرددان دائما عبارات اشوق والحنين لأولادهما . فاذا كان هذا هو مظهر الحب البشرى فى اطهر صوره , فلماذا نتشكك فى اسمى حب وهو حب القديسين لله واشواقهم نحوه ؟!