عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 01 - 2013, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

the lion of christianity غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قراءة مباشرة لكتاب الثالوث الأقدس المطران كيرلس سليم بسترس



مقدمة

إنّ ما كان من البدء، ما سمعناه، وما رأينا بأعيننا، وما تأملناه، وما لمسته أيدينا في شأن كلمة الحياة، - لأن الحياة قد ظهرت، لقد رأيناها، ونشهد لها، ونبشّركم بهذه الحياة الأبدية التي كانت لدى الآب وظهرت لنا- إنّ ما رأيناه وسمعناه، به نبشّركم أنتم أيضاً، لتكون لكم، أنتم أيضاً، شركة معنا.

وشركتنا نحن، إنّما هي مع الآب، ومع يسوع المسيح ابنه. ونكتب لكم بهذه الأمور، ليكون فرحنا كاملاً" (1 يو 1: 1- 4).

لم نجد أروع من هذه الكلمات لتقديم الجزء الثاني من مجموعتنا: "اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر".

لقد بحثنا في الجزء الأوّل في الله "الآب الضابط الكل، خالق السماوات والأرض"، الذي ظهر لنا في ملء الأزمنة في كلمته وابنه يسوع المسيح. فني المسيح رأينا الحياة الإلهية، وسمعناها ولمستهاَ أيدينا.

إلاّ أنّ الله لم يظهر في شخص ابنه يسوع المسيح إلاّ ليشركنا في حياته الإلهية. وهذه الشركة يحققها هو نفسه بواسطة روحه القدوس.

إنّ المسيح، بعدما صعد إلى الآب، أرسل إلينا من لدنه الروح القدس، الذي به يبقى معنا حتى انقضاء الدهر، وبه يؤلّه الإنسان ويكوّن الكنيسة.

هذا هو موضوع الجزء الثاني من مجموعتنا. وقد قسّمناه إلى ثلاثة أبواب: الثالوث، الأقدس، النعمة والتألّه، الكنيسة.

تعالج بعض كتب اللاهوت موضوع الثالوث الأقدس حالاً بعد موضوع الله الخالق، وقبل موضوع المسيح ابن الله،

نرى أن هذا الأسلوب غير ملائم. لأنّ الثالوث الأقدس لم يعتلن في ملئه إلاّ بعد صعود يسوع إلى السماء وحلول الروح القدس على التلاميذ. وإذّاك بدأت الكنيسة تعمّد باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19).

لذلك آثرنا، في عرضنا للاهوت المسيحي، اتّباع طريقة التدبير الخلاصيّ نفسه: فالآب أرسل إلى العالم الابن (وهذا ما عالجناه في الجزء الأوّل: الله الآب- ثم يسوع المسيح ابن الله).

ثم إنّ الابن أرسل إلى العالم الروح القدس من لدن الآب. فاعتلن إذّاك للعالم سرالثالوث الأقدس. وهذا ما نبدأ به الجزء الثاني (الباب الأول: الثالوث الأقدس).

اما الباب الثاني، وهو النعمة والتألّه، فيوضح نتيجة عمل الثالوث الأقدس في الإنسان: فالله يرسل إلينا روحه القدوس ليؤلّهنا، أي ليشركنا بحياته الإلهية: "إنّ شركتنا هي مع الآب ومع يسوع ابنه"

والباب الثالث، الكنيسة، يبيّن امتداد عمل التألّه هذا إلى شعب الله بأجمعه: "نبشّركم بهذه الحياة كون لكم، أنتم أيضاً، شركة معنا".

من هنا يبدو لنا أن ديانتنا المسيحية تتّسم ببعض مميّزات حاولنا ابرازها في عرضنا لمختلف أقسام اللاهوت المسيحي، ونوجزها في النقاط التالية:

1- ديانتنا المسيحية هي ديانة تاريخية: إنّها تعبّر عن ظهور الله في التاريخ في شخص ابنه يسوع المسيح وروحه القدوس. لذلك لا ينطلق اللاهوت من تنظيرات عقلية، بل من خبرة إيمان، اختبر فيها الناس ظهور الله نفسه في تاريخهم وحياتهم.

2- ديانتنا المسيحية هي ديانة تسبيح لعظائم الله تجاه الإنسان. فهي لا تستند إلى ما يصنعه الإنسان تجاه الله، بل إلى ما صنعه الله تجاه الإنسان. فالمبادرة تأتي من الله. فهو الذي أحبّنا أوّلاً: أحبّنا وخلقنا، أحبّنا وأرسل إلينا ابنه الوحيد، أحبّنا وأرسل إلينا روحه القدوس. يقول القديس يوحنا الإنجيلي: "على هذا تقوم المحبة: لا أنّا نحن أحببنا الله، بل هو نفسه أحبّنا، وأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا" (1 يو 4: 10).

3- ديانتنا المسيحية هي ديانة التألّه: وهذا ما ردّده آباء الكنيسة منذ القرون الأولى: "لقد صار الله إنسانًا لكي يصير الإنسان إلهًا". ان الروح القدس، الذي هو روح الآب وروح الابن، يمكث فينا ليجعلنا على صورة الابن.

وفكرة التألّه هذه هي الخيط الذهبيّ الذي نسج منه الفكر المسيحي لاهوته عبر القرون. ونرجو أن ترافق القارئ في قراءته كل صفحة من صفحات هذا الكتاب.

فالله لا يني يدعو الإنسان إليه. وبين كلفة الله وجواب الإنسان، يقف الروح القدس الذي يأخذ من المسيح الكلمة ليبلّغنا إيّاها في أعاق قلوبنا، عاملاً فينا على تأليه البشرية والكون أجمع.

وتلك الكلمة، "كلمة الحق"، ينطق بها على الدوام روح الحق ويدعوها "الكنيسة". الكنيسة مكوّنة من أناس خطأة، ولكنّها تحمل في ثناياها المسيح الإله وروحه القدوس. لذلك هي الهية ومقدسة.

4- ديانتنا المسيحية هي ديانة إلهيّة وإنسانيّة معًا: ديانتنا هي ديانة الإله المتجسّد. لقد حرمت المجامع المسكونية الازدواجيِّة النسطوريّة التي ترى في المسيح شخصين، شخصاً إلهيًا وشخصاً إنسانيًا، متّحدين اتحادًا عّرضياً. كما حرمت بدعة الطبيعة الواحدة التي تتلاشى فيها الطبيعة الإنسانية لصالح الطبيعة الإلهية، وبدعة المشيئة الواحدة التي تزول فيها المشيئة الإنسانية لصالح المشيئة الإلهية.

إنّ هذا التوازن بين العنصر الإلهي والعنصر الإنساني يجب أن يشمل كل المواضيع اللاهوتية، ولا سيّمَا موضوعي النعمة والكنيسة. فسنبيّن، في موضوع النعمة، أن العمل البشري، في النظرة المسيحية، هو بكامله عمل الله وبكامله عمل حرية الإنسان. وكذلك الكنيسة هي في آنٍ معًا هبة الله للبشر ومؤسسة إنسانيّة؟ هي الاتحاد غير المنظور لله مع البشر، وهي أيضاً البنى الخارجية من أسار ورتب وصلوات ووظائف خدمة، هي حضور المسيح فيها، وهي أيضاً القربان الذي يكرّسه الأساقفة والكهنة وسط شعبهم.

5- ديانتنا المسيحية ديانة منفتحة على الفكر المعاصر:

من الاتزان الضروري بين العنصرين الإلهي والإنساني تنتج ميزة أخيرة حاولنا أخذها بعين الاعتبار. ألا وهي أن اللاهوت يجب أن يكون في آنٍ معًا متمسّكًا بالوحي الإلهي وبالتقليد الكتابي والكنسي العريق ومنفتحاً على تطور الفكر البشري عبر القرون.

اللاهوت علم يحاول التعبير بكلام بشري عن حقيقة الله وعلاقته بالإنسان. والكلام البشري يخضع حتمًا لتطوّر البيئة الحضارية التي ينشأ فيها. لذلك كان لا بدّ لنا من أن نعرض لنظرة اللاهوت المعاصر في مختلف المواضيع التي عالجناها. ان التعدّديّة اللاهوتية أصبحت اليوم أمراً طبيعياً لدى جميع الكنائس. وانفتاح الكنائس المسيحية بعضها على بعض يحتّم علينا الانفتاح، ليس على التيارات اللاهوتية الكاثوليكية وحسب، بل أيضاً على التيارات اللاهوتية الأرثوذكسية والبروتستنتية.

ان الانفتاح لا يعني مطلقًا القبول بكل شيء دون روح نقدية. لا شكّ في أنّ اختيارنا لبعض اللاهوتيين المعاصرين قد يُستشفّ منه تحبيذ لآرائهم وتوجهاتهم اللاهوتيّة. نودّ تنبيه القارئ الكريم إلى أنّ هذا الاختيار لا يعني حتماً تبنّياً من قبلنا لكلّ الآراء التي نوردها. فهناك آراء متناقضة نعرضها جنباً إلى جنب. وما التناقض الظاهر في معظم الأحيان الا نظرة إلى الموضوع من ناحية خاصة. لذلك ندعو القارئ إلى قراءة هذه الفصول بروح منفتحة ومسؤولة في آنٍ معاً.

إنّ وحي الله قد أتى إلينا في شخصِ إنسان، وفي كلام إنسان. والكلام البشري الذي ننطق به في اللاهوت يجب أن يتطوّر وفقاً لتطور الإنسان وحضارته، وذلك في سبيل التعبير تعبيراً ملائماً عن حقيقة الله التي لا يمكن أيّ عقل بشري أن يدرك غور أبعادها.

وأخيرًا نودّ أن نلفت انتباه القرّاء إلى أن الجزء الأول من مجموعتنا يعالج القسمين الأول والثاني من قانون الإيمان، أي من البداية "نؤمن بإله واحد.." حتى ".. الذي لا فناء لملكه".

أما هذا الجزء الثاني فيعالج القسمين الثالث والرابع، أي من "وبالروح القدس.." حتى "مقدسة، رسولية".

أما الجزء الثالث فسيتضمّن القسمين الأخيرين ويبحث في المعمودية وسائر الأسرار وفي "قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي".

الأب سليم بسترس



قانون الإيمان

وُضع هذا القانون في المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381. وهو يعيد، في قسمه الأول حتى عبارة "وبالروح القدس"، قانون الإيمان الذي أعلنه المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية سنة 325

نؤمن بإله واحد، آبٍ ضابطِ الكل، خالقِ السماءَ والأرض، كلِّ ما يُرى وما لا يُرى.

وبربّ واحد يسوع المسيح، ابنِ اللهِ الوحيد، المولودِ من الآب قبلَ كلِّ الدهور، نورٍ من نور، إلهٍ حق من إلهٍ حق، مولودٍ غر مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كلُّ شيء، الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء ونأنّس، وصُلب عنا عل عهد بيلاطسَ البنطيّ، ونألّم وقُبِر وقام في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماء، وجلسَ عن يمين الآب، وأيضاً يأتي بمجدٍ عظيم ليدين الأحياءَ والأموات، الذي لا فناء لمُلكه.

وبالروح القدُس، الربِّ المحيي، المنبثق من الآب، الذي هو مع الآب والابن مسجودٌ له وممجّد، الناطقِ بالأنبياء.

وبكنيسةٍ واحدة، جامعة، مقدَّسة، رسوليّة.

ونعترف بمعموديةٍ واحدة لمغفِرة الخطايا.

ونترجّى قيامةَ الموتى، والحياةَ في الدهر الآتي. آمين.
  رد مع اقتباس