الموضوع: ملكوت السموات
عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 12 - 2012, 05:07 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي





ثانياً: أسرار ملكوت الله:


إن ملكوت الله حقيقة لا يستطيع أن يطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده. على أنه لا يكشفها إلا إلى المتواضعين والصغار، وليس لحكماء هذا العالم ودهاته (متى11: 25)، وإلى تلاميذه " وليس إلى غير المؤمنين، الذين يبقى كل شيء بالنسبة إليهم لغزاً محيراً (مرقس 4: 11//). ويقوم أسلوب الإنجيل في معظمه على الوحي التدريجي بأسرار الملكوت، وبخاصة في الأمثال. و بعد القيامة سوف يستكمل هذا الأسلوب (أعمال 1: 3)،
ولسوف يتمّمه عمل الروح القدس

مفارقات الملكوت:


كانت اليهودية يفهمها نبوات العهد القديم عن الحياة الآخرة فهماً حرفيا ًتتصور به مجيء الملكوت مجيئاً باهراً وفورياً. وأما يسوع فيفهمه بصورة تختلف عن ذلك تماماً:. 1.فالملكوت يأتي حينما توجه كلمة اللهِّ للبشر فهو يشبه بذرة" ألقيت في الأرض ، يجب أن تكبر (متى 3 1: 3- 9 و18- 23//).وسينمو الملكوت بقوّته الخاصة، مثل حبة القمح
2 .وسيرتفع العالم بالخميرة الموضوعة في العجين (متى 13: 33//). وهكذا تكون بدايته المتواضعة على نقيض المستقبل الذي وعد به.فالواقع أنه لا يوجه يسوع الكلمة إلا إلى يهود فلسطين وحدهم، ومن بين هؤلاء، فان "ملكوت الله قد أعطي " فقط "للقطيع الصغير"، قطيع التلاميذ (لوقا 12: 32): إن هذا الملكوت ذاته ينبغي أن يصبح شجرة كبيرة تستظلّ في أغصانها كل طيور السماء (متى 13: 31- 32//)،إنه سيقبل في رحابه كل الأمم لأنه لا يرتبط بواحدة منها، ولا حتى بالشعب اليهودي.ولما كان الملكوت يوجد هنا على الأرض على قدر قبول الناس لكلمة الله (راجع متى 13: 23)، فإنه قد يعتبر حقيقة واقعة غير منظورة. فالواقع لا يمكن مشاهدة مجيئه،أسوة بكل ظاهرة أية كانت(17: 20- 21). ومع ذلك فهو يظهر في الخارج كالقمح المختلط بالزؤان في أحد الحقول (متى 13: 23...).إن "القطيع الصغير" الذي وُهب الملكوت (لوقا 32:12)، يضفي عليه وجهاً أرضاً هو وجه إسرائيل الجديد، وجه كنيس تتسلم "مفاتيح ملكوت السماوات " (متى 16: 18- 19) . فقط يجب أن نلاحظ أن هذا التنظيم الأرضي ليس تنظيم مملكة بشرية، فيسوع يتوارى عن العيان عندما يريدون أن يقيموه ملكاً" (يوحنا 6: 15)، ولا يسمح بأن يعطي لقب مسيح إلا بمعنى خاص جداً.

  رد مع اقتباس