الموضوع: ملكوت السموات
عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 12 - 2012, 05:04 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي




ثالثاً: في انتظار مُلك يهوه لأخير:


في اللحظة التي فيها تنهار الملكية الإسرائيلية، ينظر قادة الأمة الملكيون إلى ما وراء عهد الملكية، إلى الحكم الإلهي الأصلي، الني يريدون تجديده (راجع خروج 19: 6)، ويعلن الأنبياء أن إسرائيل في الأزمنة الأخيرة سيهتدي إلى معالمه.أجل، إنهم يجعلون في وعودهم مكاناً لملك المستقبل، للمسيح ابن داود. إلا أن موضوع مُلك يهوه يحتل عندهم أهمية أعظم بكثير، ولاسيما مند نهاية السبي. إن يهوه، أشبه ما يكون بالراعي الذي سيهتم هو نفسه بقطيعه، لكي يخلصه ويجمعه ويرده إلى أرضه (ميخا 2: 13، حزقيال 34: 11...، إشعيا 40: 9-11).والخبر السار الفائق على كل ما سواه، الذي يبشَر به في أورشليم، هو: " إلهك يملك " ما أجمل أن يأتي إلينا من يحمل بشرى الخير عبر الجبال، من يعلن السلام، ويحمل الأخبار السارة، ويعلن النجاة، ويقول لمدينة القدس: "ملك إلهك!" (إشعياء 52:7) ، راجع صفنيا 3: 14- 15). فيلمحون من بعيد إلى انتشار هذا الملك باطراد، حتَّى يبلغ أقاصي الأرض: في كل مكان يأتي الناس إلى أورشليم، ليسجدوا ليهوه الملك (زكريا 14: 9، إشعيا 24: 23). وعندما تنقل الغنائية الشعائرية اللاحقة للسبي هذه الوعود المشرقة إلى مستوى العبادة، وتنظَم مواضيع بعض المزامير القديمة تنظيماً متناسقاً، إذ ذاك تتغنى الشعائرية مسبقاً بملكوت الله في الأزمنة الأخيرة: إنه مُلك عالمي شامل ومذاع ومعترَف به في جميع الأمم ومعلنَ في الدينونة الإلهية (مزمور 47، 96 إلى 99، 145: 11-13 ) . وأخيراً تأتي رؤيا دانيال، في زمن اضطهاد أنطيوكس أبيفانس، لتجديد الوعود النبوية تجديداً حافلاً، إن ملكوت الله المطلق، سيرتفع على أنقاض الممالك البشرية (دانيال 2: 44...) أما رمز ابن إنسان آت على سحاب السماء، فسيستخدم للتذكير بهذا الملكوت، مقابلاً بنقيضه الوحوش التي تمثَل قوى الأرض السياسية (دانيال 7). هذا وسيقترن مجيئه، بدينونة، يعطى بعدها الملك إلى الأبد إلى ابن الإنسان وإلى شعب قديسي العلي (7: 14 و27). عندنذٍ، إنّ ملك يهوه سيتخذ له أيضاً صورة ملكوت حقيقية، سوف يؤتمن عليها هذا الشعب " (راجع خروج 19: 6)، إلا أن هذا الملكوت لن يكون بعدُ من "هذا العالم (إن الأبرار، بعد الدينونة،) " سيحكمون الأمم، ويسودون الشعوب، فيملك ربهم إلى الأبد" (فلا غرو إذاً أن الشعب اليهودي، بعد مضي قرون من الإعداد، سيحيا من الآن فصاعدآ في انتظار الملكوت، كما يتّضح ذلك من أدبه غير المعتمد.على أن هذا الانتظار كثيراً ما يتجسم في صورة سياسية: إنهم ينتظرون تجديد المملكة الداودية بواسطة المسيح. غير أن أكثر النفوس تديناً تعرف كيف ترى في تلك الوعود حقيقة باطنية في جوهرها: فيعلَم الربانيون أن البارّ، حين يطيع الشريعة، إنما "أكمل على عاتقه نير ملكوت السماوات ". ذلك هو الرجاء " الذي وإن كان قوياً، إلا أنه لا يزال أيضاً ملتبساً وسوف يحققه إنجيل الملكوت
  رد مع اقتباس