إيمان أول مصرى بالمسيحية وكان أسكافياً
فلما عاد القديس مرقس من روميه قصد إلى الخمس مدن أولاً وبشر فى جميع مدنها بكلام الرب الإله وفعل معجزات فشفى الأمراض وطهر برصاً وأخرج شياطين بنعمة الرب التى حلت فيه وآمن كثير بالرب يسوع من أجل كلامه ومعجزاته فكسروا أوثانهم التى كانوا يعبدونها وكل الشجر التى كانت الشياطين تأوى إليها وتخاطب الناس منها , ولما آمنوا بالمسيح عمدهم القديس مرقس بإسم ألاب والأبن والروح القدس وقال له : أمضى إلى مدينة الأسكندرية لتزرع فيها الزرع الجيد الذى هو كلام الرب الإله فقام رسول المسيح ونهض وتقوى بالروح القدس مثل مقاتل فى الحرب , فسلم على الأخوة وودعهم وقال لهم : " السيد يسوع المسيح يسهل طريقى لأمضى إلى الأسكندرية وأبشر فيها بأنجيله المقدس ثم صلى قائلاً : " يارب ثبت الأخوة الذين الذين عرفوا اسمك المقدس وأعود إليهم فرحاً " فودعوه الأخوة وتوجه إلى مدينة الأسكندرية , فلما دخل من بابها (الأسكندرية كانت داخل حصن وله عدة أبواب) أنقطعت سيور حذاءه , فلما حدث ذلك قال : " الآن قد علمت أن الرب سهل طريقى " ثم ألتفت فرأى أسكافى هناك فذهب إليه وأعطاه الحذاء ليصلحه , فلما أخذه الأسكافى ووضع الشفا (المخراز) لعمل ثقب , فدخل المخراز فى كفه فقال باللغة القبطية : " إيس أو ثاوس ( ) " الذى معناه يا الإله الواحد فلما سمعه القديس مرقس يذكر أسم الإله , فرح جداً وأتجه بوجهه إلى الشرق وقال : " يا سيدى يسوع .. أنت تسهل طريقى فى كل مكان " .. ثم تفل على الأرض , وأخذ منه طيناً ووضعه على موضع ثقب الذى أحدثه الشفا فى يد الأسكاف وقال : " بإسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد الحى الأبدى تشفى يد هذا الأنسان فى هذه الساعة ليتمجد أسمك القدوس فشفى فى الحال وإلتئم الجرح .. ثم قال له القديس مرقس : " إذا كنت تعرف أن الإله واحد فلماذا تعبد آلهة كثيرة ؟ " فأجاب الأسكافى : " نحن نذكر الإله بأفواهنا لا غير (كعادة) ولا نعرف من هو " وظل السكافى متعجباً من قوة الرب التى كانت فى صلاة مار مرقس وقال له : أنا أطلب منك يا رجل الإله أن تأتى إلى منزل عبدك وتستريح وتأكل خبزاً لأننى رأيت اليوم أنك رحمتنى وخففت جرح يدى " ففرح القديس مرقس من هذه الدعوة وقال له : " يعطيك لارب خبز الحياة فى السماوات " ومضى معه إل بيته ولما دخل إلى منزل الأسكافى الفقير باركه قائلاً : " بركة الرب تحلف ى هذا البيت " وصلى , ولما أكلوا قال له الأسكافى : " يا أبى أريد أن تعرفنى من أنت وبأى قوة فعلت هذه الأعجوبة العظيمة معى ؟ " فقال له : " أنا أعبد يسوع المسيح أبن الإله الحى إلى الأبد " .. فقال له الأسكافى : " أنا أريد أن أراه " فقال له القديس مرقس : " سأدعك تبصره " ثم بدأ يشرح له أنجيل البشارة وأقوال ربم المجد والعز كما وعظه بمواعظ وتعاليم كثيرة وأقوال الروح القدس التى ألقاها فى فمه إلى أن قال له : " أن السيد المسيح فى آخر الزمان تجسد من مريم العذراء وجاء إلى العالم وخلصنا من خطايانا , وقد تنبأت له النبياء وقالت عنه أقوال كثيرة , فقال له الأسكافى : " هذه الكتب التى ذكرتها لم أسمع بها قط , لكن هنا كتب الفلاسفة اليونانيين هى التى تعلمها الناس لأولادهم وكذلك المصريون " فقال له القديس مرقس : " هذا العالم باطل وقبض الريح , حكمتهم لا شئ " فلما سمع الأسكاف كلام الحكمة وكلام الكتب المقدسة من فم القديس مرقس مع ما رآه من العجيبة التى صنعها مرقس بواسطة رب المجد فى يده التى جرحت , مال قلبه إليه وآمن بالرب وتعمد هو وكل أهل بيته وكل من يجاوره , وكان أسمه أنيانوس , وكثر المؤمنون بالمسيح وزاد عددهم .