عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 11 - 2012, 01:21 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية

ماذا فعلت الكنيسة المولودة حديثاً وسط بحر الثقافات هذا؟

رأى مارمرقس ان الاسكندرية بلد عالمى كبير ويسكنها عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء الذين يناقشون النظريات والاراء في مدرستهم الوثنية. فوجد لزاما عليه ان يتحدث إلى هؤلاء من خلال منهج علمى منظم فانشأ المدرسة الاكليريكية واقام عليها القديس يسطس مديرا لها. ولم يكن للمدرسة فى بادئ الأمر تلاميذ يدفعون نقوداً للحصول على التعليم المسيحى , ولكن بدأت المدرسة تعليم الموعوظين سواء لطالبى من الوثنيين أو يهود الأسكندرية فى ذلك الوقت , ولم تكتفى مهمة المدرسة فى تعليم الداخلين الجدد للمسيحية , بل لأبناء الكنيسة أيضاَ لتقوية إيمانهم بالرب يسوع ولم تلبث مدرسة الأسكندرية أن فتحت أبوابها لجميع الناس بمختلف ديانتهم وثقافتهم ومراكزهم الإجتماعية. ذهبت المدرسة إلى ابعد من ذلك لأنها قامت بتعليم الجنسين معا دون تفريق.

أختلفت الدراسة فى مدرسة الأسكندرية عن دراسة المدرسة الوثنية فقد أهتمت بالدرجة الأولى هو ربط الجياة المسيحية بدراسة المسيحية وذلك عن الحياة الإيمانية والتقوى والمحبة الحقيقية , فكانت من مؤهلات مدرسى هذه المدرسة هو الصلاة والنسك والصوم , ولم يكونوا يتناولون طعامهم غير مرة واحدة كل يوم .
وقد ذكر المؤرخون المسيحيون والمؤرخ اليهودى فيلو قائلاً عن مدرسة الأسكندرية : " كانوا جميعهم زاهدين فى الدنيا لا يكترثون بشئ من حطامها , وإنما كانوا يهتمون بالرب فقط , كانوا متحدين بمحبة صافية وفائزين بسلام الأرواح السمائية , ولم يكن بينهم فقير ولا غنى , لأن الأغنياء منهم كانوا قد أعطوا أموالهم للفقراء , لكى يفكر كل واحد فيهم فيما يجعل الأنسان غنيا بالرب , ولم يكونوا يتناولون مأكلاً سوى مرة واحدة كل يوم وذلك بعد غروب الشمس , وبعضهم كان يصوم ثلاثة ايام أو خمسة من دون أن يأكلوا شيئاً , وكان مأكلهم الخبز ومشربهم الماء لا غير "


مارمرقس الرسول وبولس الرسول (الكرازة في روما)

عندما كان بولس الرسول يُسكب سكيبا ووقت إنحلاله قد حضر ولم يكن إلى جواره غير لوقا البشير أرسل يطلب حضور مارمرقس ليكون إلى جواره يعاونه في الخدمة "لوقا وحده معي خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة" (2تي4: 11).

ظل القديس مرقس الرسول ملاصقا لبولس الرسول في خدمته "يسلم عليكم أبفراس المأسور معي في المسيح يسوع ومرقس وأرسترخس وديماس ولوقا العاملون معي" (فل24)، "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي ومرقس ابن أخت برنابا الذي أخذتم لأجله وصايا إن أتى إليكم فاقبلوه ويسوع المدعو يسطس الذين هم من الختان . هؤلاء هم وحدهم العاملون معي لملكوت الله" (كو4: 10، 11)

ويتضح من هذا أن مارمرقس الرسول قد ساعد بولس الرسول في تأسيس كنيسة روما وظل معه إلى أن نال بولس الرسول إكليل الشهادة حوالي سنة 67م، فرجع مارمرقس إلى الأسكندرية بعد أن ثبت الأخوة هناك بعد إستشهاد بولس.


استشهاد مارمرقس الرسول

لقد كان الوثنيون يُبغضونه بُغضاً شديداً كلما رآوا نجاح عمله فى الكرازة بالمسيح وكثرة إتباع الناس له، وكانوا يخافون خوفاً شديداً من خطر هذا الغريب الذى زعزع ديانتهم كما خشيت خطره أيضاً الحكومة الرومانية إذ كان هناك إعتقاد إنه إن ضاعت الوثنية ضاعت معها حكومتهم لذلك عقدوا النية على التخلص منه ظناً منهم أنه بقتله يَبيدون المسيحية معه وهكذا كانوا يتحينون الفرصة للفتك به.

وفى حوالي سنة 68م فى السنة الرابعة عشر لحكم نيرون الظالم فى يوم 29 برمودة حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح (القيامة) فى كنيسة بوكاليا وقد تصادف أن نفس ذلك اليوم كان هو يوم الإحتفال الوثني العظيم بعيد الإله سيرابيس ذي الشهرة الكبيرة الذى كان يشترك فى الإحتفال به المصريون واليونانيون على السواء، وكانت الإحتفالات تقام فى معبده وتزدان بها باقي المعابد .... وفى ذلك اليوم استشاط الوثنيون غضباً وتجمعوا لقتل مارمرقس لذلك هيج الوثنيون الشعب وأهاجوا الحكام أيضاً ضده فتجمهرت جماعة منهم وهجموا على كنيسة بوكاليا واقتحموها حيث وجدوا القديس مكملاً الذبيحة الإلهية فشتتوا المسيحيين وقبضوا على القديس مرقس، وربطوه بحبل ضخم وجروه فى الشوارع والطرقات وهم يَصيحون ((جروا التنين إلى دار البقر)) وظلوا يسحبونه بقساوة عظيمة وجسمه يرتطم بالأحجار على الأرض حتى انصبغت الأرض بدمه وتمزق لحمه وتناثر هنا وهناك وخلال ذلك كان القديس يسبح الله ويشكره على أنه جعله أهلاً لأن يتآلم من أجل اسمه؛ ولما تعبوا من جره وتعذيبه ألقوه تلك الليلة مُهشماً فى سجن مظلم إلى أن يتشاوروا بأية وسيلة يميتونه.

قضي مارمرقس تلك الليلة فى السجن مُهشم الجسد ولكن نفسه كانت عالقة بالرب فكان يُصلي فى السجن ولا يُفكر إلاَّ فى اللقاء بإلهه ولم يتركه الله وحده؛ ففي نصف الليل ظهر له ملاك ولمسه وقواه قائلاً: "يا مرقس . أيها الخادم الصالح: قد أتت ساعتك وستنال مكافئتك حالاً . تشجع فقد كتب اسمك فى سفر الحياة" فتعزى القديس ورفع يديه نحو السماء وقال: "أشكرك يا مخلصي يسوع الذى لم تتخلى عني أبداً ووضعتني فى عداد الذين نالوا رحمتك" وما أن توارى (إختفى) عنه الملاك حتى ظهر له المخلص وأعطاه السلام وقال له : "يا مرقس يا تلميذي يا إنجيلي ليكن السلام لك"
فصرخ التلميذ قائلاً: "يا سيدي يسوع" ، وعندئذ إختفت الرؤيا ففرح وتعزى واستعد قلبه لملاقاه الرب.
وفى صباح الغد 30 برمودة رجع الوثنيون مرة أخرى وأخذوا مارمرقس من السجن وربطوا عنقه بحبل غليظ وظلوا يَعيدون الكره كاليوم السايق فى سحبه وجره على أحجار وهو فى كل ذلك يصلي من أجلهم ويطلب لهم المغفرة وأخيراً استودع روحه الطاهرة فى يد الله، ونال إكليل الرسولية وإكليل البشارة وإكليل البتولية وإكليلل الشهادة .......... نال الإكليل الذي لا يضمحل.
على أن موته لم يُهديء ثائرة الوثنيين وحقدهم ففكروا فى حرقه أيضاً إمعاناً فىالتنكيل به فجمعوا حطباً كثيراً وأعدوا ناراً لحرقه ولكن فى اللحظة التى أوشكوا فيها أن يُلقوا جسده ليحترق هبت عاصفة شديدة مصحوبة بمطر غزير فتفرق الشعب وإنطفأت النيران، وأتى جماعة من المؤمنين الباسلين فأخذوا جسد أبيهم فى الإيمان وحملوه إلى كنيسة بوكاليا ووضعوه فى تابوت حيث صلى عليه خليفته القديس إنيانوس مع الإكليروس وكل الشعب وتبارك الجميع منه، ودفنوه فى قبر نحتوه له فى تلك الكنيسة فى الجانب الشرقي منها ولقبت الكنيسة باسم القديس مرقس وفى نفس مكان دفنه، إستشهد البطريرك الاسكندري القديس البابا بطرس خاتم الشهداء فى نفس المكان وبإستشهاده (البابا بطرس) إنتهى عصر الإستشهاد.
بركة صلاته فلتكن معنا جميعاً أمين
رأس القديس مارمرقس الرسول

ظل جسد ورأس القديس مارمرقس الرسول معا في تابوت واحد حتى سنة 644م إلى أن حاول أحد البحارة سرقتها إبان الفتح العربي فيقول ابن السباع وهو من علماء القرن ال13:

"أحد البحارة عبر ليلاً إلى كنيسة القديس مرقس الإنجيلي التي على ساحل البحر المالح المعروفة بالمعارة فنزل إليها فوجد تابوت القديس مرقس فتوهم أن فيه ذهباً، فوضع يده في التابوت فوقعت على الرأس فأخذها في الليل وأخفاها في خُن المركب، وعندما عزم عمرو بن العاص على المسير تقدمت المراكب كلها وخرجت من الميناء ماعدا المركب التي كان يوجد بها الرأس المقدس مخبأ فيها، فإن هذه المركب لم تستطع مغادرة الميناء إطلاقا على الرغم من كل محاولات البحارين في بذل جهدهم لإخراجها عند ذلك علموا أن في الأمر سراً فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها (وفي سنكسار 8 طوبة يُقال أن هذا السارق خاف فإعترف قبل عملية التفتيش) فوجدوا الرأس في تلك المركب مخبأة فأخرجوها فخرجت المركب حالا وحدها ففهم عمرو بن العاص وكل من معه وللوقت استحضر من كان سببا في تخبئه هذه الرأس فاعترف بعد وقت بسرقتها فضربه وأهانه ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط وكان في حاله هروبه إلى الصعيد (هو البابا بينيامين ال38 وكان هاربا من إضطهاد الملكيين وظل 13 عام بعيداً عن كرسيه قبل الفتح العربي) فكتب له عمرو خطابا بخط يده يطمئنه فحضر البابا واستلم منه الرأس بعد ما قص عليه ما حصل، وبجله عمرو وعظمه وأعطاه 10 آلاف دينار برسم بناء كنيسة عظيمة على صاحب هذه الرأس فبنى هذه الكنيسة بالأسكندرية المعروفة بالمعلقة الكائنة في شارع المسلة بالثغر واستقر الرأس فيها ودُفن إلى القرن ال13 ، وفي خلال القرن ال11 وحتى ال14 تنقل رأس القديس مارمرقس في كثير من بيوت أعيان الأقباط بالأسكندرية وربما كان ذلك محاولة لإخفائها عن أعين الحكام الذين كانوا يفتشون عنها سعياً وراء المال يأخذونه من الأقباط أو يبيعونها للروم الملكيين فكانت بيوت الأعيان أضمن من الكنيسة أو مكان إقامة البطريرك فى اخفاء الرأس لأنها غير معروفة.

فكيف يمكن القول أنها ظلت مدفونة إلى القرن ال13 ؟ نقول أن موضعها الأصلي هو الكنيسة فإذا ثارت موجة من الاضطهاد خشى فيها على رأس القديس أو حدث طاريء ما سبب خطراً معيناً عليها عند ذلك تودع فى بيوت الأعيان وتظل قائمة حتي تهدأ الأمور مرة أخرى إلى الكنيسة.
على أن آخر خبر وصل إلينا من جهة رأس القديس مرقس كان في سيرة البابا بطرس السادس ال104، وبعده أي من بداية القرن ال18 بطل طقس إحتضان الباباوات لرأس مارمرقس عقب رسامتهم وإلباسهم كسوة جديدة ولم نعد نسمع أو نبصر شيئاً من جهة رأس مارمرقس ويقول الشماس "كامل صالح نخلة" في كتابه عن مارمرقس ص122 "وقد علمت من شيوخ الأقباط المتأصلين أي الأرثوذكسيين في الأسكندرية وحسبما تسلمه الآباء عن الأجداد أن الرأس الطاهرة وُضعت مع جماجم أخرى خاصة بالقديسين في جرن من الرخام ووضعت في مكانها المذكور بالجهة البحرية الشرقية بالكنيسة المرقسية الحالية بالأسكندرية التي تُعرف بالمقصورة حتى لا يمكن الإهتداء إليها ولا تمتد يد السُرَّاق لسرقتها.


سرقة جسد مارمرقس

يروي ابن كبر عن جسد القديس مرقس فيقول:

"لم يزل مدفونا بالبيعة الشرقية على شاطئ البحر بالأسكندرية إلى أن تحايل بعض الفرنج البنادقة (الإيطاليين) وسرقوا الجسد وتركوا الرأس وتوجهوا بالجسد إلى البندقية والسبب في أنهم لم يسرقوا الرأس أن الرأس لم تكن مع الجسد وإنما في حوزه الأقباط وقد تمت حادثة السرقة هذه حوالي سنة828م أو 829م وبعد سنين عدة وحوارات ومباحثات كثيرة شاءت العناية الإلهية أن يرجع لنا جسد كاروزنا مارمرقس الرسول في أيام حبرية قداسة البابا كيرلس السادس(116) وقد تسلم قداسة البابا كيرلس السادس فى مطار القاهرة فى يوم 24 يونية 1968م رفات كاروزنا مارمرقس الرسول.
هل إنجيل مرقس هو مذكرات بطرس؟
هناك رأي غريب منتشر في الأوساط الغربية، مؤداه أن بطرس الرسول بشر في روما ومعه مارمرقس (تلميذه، كاتبه، سكرتيره، ترجمانه حسبما تقول تلك الروايات!) وأن بطرس الرسول لم يكتب إنجيلا فتوسل أهل روما إلى مارمرقس فكتب لهم العطات التي سمعها من القديس بطرس أو كتب ما أملاه عليه بطرس ولذلك يسمون إنجيل مرقس "مذكرات بطرس" !!!

وأصحاب هذا الرأي يحاولون تأييده بشهادات من الخارج منسوبه إلى بعض الآباء في القرون الأولى وبأدلة من داخل الإنجيل نفسه الذي يقولون أنه أظهر ضعفات بطرس وأخفى ما يمجده تواضعاً من القديس بطرس صاحب الإنجيل الحقيقي.

أول رواية منسوبة للآباء في هذا المجال هي رواية بابياس التي تقول أن أهل روما طلبوا من مرقس أن يترك لهم أثرا مكتوبا عن التعالي التي سبقت أن وصلتهم شفاها من بطرس! فكتب بدون ترتيب كل ما تذكره عن ما قاله المسيح أو فعله لأنه لا سمع الرب ولا تبعه ولكنه فيما بعد تبع بطرس الرسول!!!!!!
لو صدقنا هذه الرواية في أن مرقس لا سمع الرب ولا تبعه كان لزاما علينا أن نكذب عقيدة كنيستنا في مارمرقس ، إذ تلقبه ناظر الإله والرسول وتعتقد أنه كان واحد من السبعين، ويجُمع علماء الكتاب على أنه الشاب الذي تبع الرب ليلة القبض عليه وكان يلبس إزارا على عريه (مرقس14) ما أغرب هذا الكلام أن مارمرقس لا سمع الرب ولا تبعه !!! كيف هذا وقد كانت أمه إحدى المريمات اللائي تبعن المسيح وفي بيته صنع الرب الفصح وفيه غسل أرجل التلاميذ وفيه سلمهم جسد ه ودمه وألقى خطابه عليهم. إن ربع إنجيل يوحنا تقريبا يختص بحديث الرب وعمله في بيت مارمرقس (يو13-17).


مرقس الرسول في القداس

صلاة البركة: تكاد لا تخلوا صلاة في الكنيسة من اسم القديس مرقس فاسمه يُذكر في صلاو البركة التي نختم بها إجتماعاتنا، هذه الصلاو التي نقولها بعد رفع بخور عشية وبعد رفع بخور باكر وفي نهاية القداس بعد التناول، وفي نهاية كل صلاة طقسية وكل إجتماع والتي نبدأها "بالسؤالات والطلبات التي تصنعها عنا كل حين سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم وناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول القديس والشهيد" ذاكرين هذه العبارة خمس صفات أساسية لهذا القديس العظيم.

صلاة التحليل: وفي تحليل الخدام الذي يُقال بعد رفع الحمل يطلب الكاهن الحل للكهنة والخدام والشمامسة والإكليروس وكل الشعب "من فم الثالوث الأقدس ..... ومن فم الكنيسة ..... ومن أفواه الإثنى عشر رسولا ومن فم ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول القديس والشهيد ..." بنفس الصفات الواردة في صلاة البركة.


مواضع أخرى في القداس: نطلب شفاعته في الهيتينيات قائلين "بصلوات ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول يا رب أنعم علينا بمغفرة خطايانا"، وله مرد في الإبركسيس أوله "شيري ناك أوبي مارتيروس" "السلام لك أيها الشهيد السلام للإنجيلي السلام للرسل مارمرقس ناظر الإله"، ونذكره أيضا في صلاة المجمع قائلين: "وناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول القديس والشهيد".
مرقس الرسول في صلوات الأجبية والتسبحة
صلاة الأجبية: في ختام تحليل نصف الليل للكهنة يُقال: "بشفاعة ذات الشفاعات معدن الطهر والجود والبركات سيدتنا كلنا وفخر جنسنا العذراء البتول الزكية مرتمريم، والشهيد الكريم مامرقس الإنجليلي الرسول كاروز الديار المصرية وكافة الملائكة والآباء والأنبياء والرسل والشهداء والقديسين والسواح والعباد والنُسَّاك المجاهدين".

صلوات التسبحة: في تسبحة نصف الليل له ربع يٌقال فيه "اطلب من الرب عنا أيها الناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول ليغفر لنا خطايانا كما تٌقال له ذكصولوجية من الذكصولوجيات نقول في بدايتها: "يا مرقس الرسول والإنجيلي الشاهد لآلام الإله الوحيد"، كما له أيضاً ربع من أرباع الناقوس الذي يُقال بعد صلاة رفع بخور عشية وباكر كما له أيضاً ذكصولوجية تقال بعد أوشية الراقدين أو المرضى والمسافرين.

وفى ذكصولوجية آدام فى باكر التى تقال بعد مزامير باكر له ربع يقال فيه:"السلام لأبينا مرقس الإنجيلي مبدد الأوثان" وله فى هذه الذكصولوجية ربع آخر أوله: "أيها المبشر العظيم فى كورة مصر مرقس الرسول مُدبرها الأول.
ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول القديس والشهيد
إننا مدينون بإيماننا لهذا القديس العظيم الذي كرز في بلادنا باسم المسيح، وسفك دمه الطاهر على أرضنا من أجل توصيل كلمة الرب إلينا ونحن مدينون أيضا لهذ القديس الذي كان أو من كتب لنا إنجيلاً يسجل فيه حياة السيد المسيح وأعماله وفداءه للبشرية.

ونحن مينون لذها القديس الذي تسمت أول كنيسة في بلادنا على اسمه وفيها دُفن جسده الطاهر ومن عند ذلك الجسد كان البطاركة يُختارون وكان أول عمل لهم هو التبرك بقبره وإحتضان رأسه الطاهرة وإلباسها كسوة جديدة، هذا القديس العظيم الذي بشر باسم المسيح في مصر وليبيا وقبرص وفي بعض بلاد أسيا وفي روما وبعض بالد أوروبا وتكرمه كثيرا ڤينسيا وتلتمس بركاته مدن وبلاد عديدة هذا الرسول والكاروز والإنجيلي والشهيد ناظر الإله الذي كان بيته أول كنيسة في العالم (أع12: 12) وفي بيته أسس الرب سر الإفخارستيا وفيه أيضا حل الروح القدس على التلاميذ هذا القديس صانع الكثير من المعجزاتالذي يُرمز إليه بأسد وهذا الأسد أيضا هو رمز إنجيله وطابعه.

كم كان أشد تقصيرنا نحو هذا القديس العظيم في الماضي ولكننا الآن نحول بكل ما نستطيع أن نكرمه من كل قلوبنا كآبٍ لجميعنا.
استقبلنا رفاته بإحتفال عظيم وبيننا الكاتدرائية الكبرى على اسمه وكثرت على اسمه الكنائس الجديدة في كل موضع وبخاصة في بلاد المهجر حيث يفتخر أبنائنا في الخارج بأنهم أبناء هذا الكاروز العظيم وأُطلق اسمه على أول أسقف لنا في فرنسا وأصبحت أعياده ذكرة طيبة تبعث في القلب إحساسات عميقة.
على أن أجمل ما نقدمه لهذا الكاروز العظيم هو أن نتبع طريقه، ونُكمِّل عمله في الكرازة والتبشير تمذكرين جهاده من أجل الإيمان وأسفاره الكثيره وخدماته في قارات العالم الثلاث وقت ذاك وتعبه في وهو يسير المسافات الطولية ماشيا على قدمية حتى تمزق حذاءه، فلتكن روحه معنا وليعطنا الرب أن نسير مع هذا الرسول على الطريق فلا نفتخر باطلا بأننا أبناء القديسين دون أن نعمل عملهم مكملين رسالتهم.
قداسة البابا شنودة الثالث
بيت مرقس

لا يوجد بيت نال شهرة أكثر من بيت مار مرقس: فيه أكل السيد المسيح الفصح مع تلاميذه، وفيه غسل أرجلهم، وفيه أعطاهم عهده جسده ودمه الأقدسين وفيه إختفى التلاميذ قبيل القيامة، وفيه حل الروح القدس على التلاميذ وتكلموا بألسنة كما كان هذا البيت العظيم هو أول كنيسة مسيحية في العالم وإحدى قاعاته هي علية صهيون المشهورة وكما تورد هذه الحقائق جميعا كل مراجعنا القبطية التاريخية كذلك تؤكدها كتب الكاثوليك والبروتستانت وكافة الطوائط الأخرى.

لأن السيد المسيح صنع الفصح في بيت مارمرقس لذلم أجمع العلماء على أن مارمرقس كان هو الرجل حامل جرة الماء الذي عناه الرب بقوله لتلميذيه: "اذهبا إلى المدينة فيلاقيكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه، وحيثما يدخل فقولا لرب البيت إن المعلم يقول أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلميذي. فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة" (مر 14: 13-15)؛ (لو22: 10-12).

هذه العلية التي في بيت مارمرقس هي التي كان يجتمع فيها تلاميذ الرب "يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته" وهي التي قصدها الكتاب بقوله "ولما دخلوا صعدوا إلى العلية التي كان يقيمون فيها" (أع1: 13-14).
وفي هذه العلية حيث كانوا مجتمعين حل عليهم الروح القدس (أع2) وبالتالي يكون هذا البيت المقدس قد شهد بدء قيام الكنيسة الأولى.
يُجمِع جميع مؤرخي الأقباط في كافة عصورهم على أن مارمرقس كان من السبعين رسولا الذين ذكرهم لوقا الإنجيلي (لو10) وذكر هذه الحقيقية أيضا المقريزي (من مؤرخي المسلمين في العصور الوسطى) .


معلومات عن مارمرقس ناظر الأله

مار مرقس ( وإسمه الأصلى يوحنا ) هو أحد الإنجيليين الأربعه و لم يكن من الإثنى عشر تلميذاًو أصله يهودى من سكان الخمس مدن الغربية ... هاجر والده أرسطو بولس و مريم إلى فلسطين موطن أجدادهم و سكنا أورشاليم فى وقت ظهور السيد المسيح .


كان من أوائل الذين قبلوا دعوته فإختاره من جملة السبعين رسولاً و قد إجتمعت تقاليد المسيحية على أن الرب يسوع كان يتردد على بيته ... و أنه فى هذا البيت أكل الفصح مع تلاميذه ، و فى إحدى غرفه حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين. و جاء فى سفر أعمال الرسل أن الرسل بعد الصعود كانوا يجتمعون فى بيته ( أع 12 : 12 )


رافق مار مرقس بولس الرسول و برنابا ( خاله ) إلى أنطاكية سنة 45 م وذهب معهم إلى قبرص ثم إلى بعض جهات أسيا الصغرى و لما جاءوا إلى برجة بمفيليه تركهما هناك و عاد إلى أورشاليم . و قد ذهب مرة ثانية مع خاله برنابا إلى قبرص و هناك إفترقا فقصد مار مرقس شمالى إفريقيا وحده حيث بشر الخمس مدن الغربية سنة 52 م ثم غادرها إلى الأسكندرية سنة 60 م و أخذ يبشر فيها بالمسيح .


لم تكن أخبار المسيحية مجهولة من أهل الأسكندرية قبل أن يذهب إليها مار مرقس لأن بعضهم حضر حلول الروح القدس على التلاميذ فى يوم الخمسين و لما عادوا إلى الأسكندرية خَّبروا بما سمعوا وبما رأوا . و كانت الأسكندرية مأهولة بعدد كبير من اليهود و اليونانيين ، هذا بالإضافة إلى المصريين فظل القديس مار مرقس يسير فى شوارع الأسكندرية حتى تمزق حذاؤه فدخل إلى إنيانوس الإسكافى ليصلحه و أثناء ذلك أُصيب بالمخراز فصرخ من الألم " يس ثيؤس " أى يا الله الواحد ... فانتهز مار مرقس هذه الفرصة و بعد ما أبرأ له جرحه أخذ فى الحال يعلمه عن هذا الإله الحى الواحد . و كان هذا سبب التعارف بينهما فدعاه الإسكافى إلى بيته و جمع أصحابه و جيرانه فبشرهم بالمسيح و عمدهم بما آمنوا ... و بهذه الخميرة الصغيرة إختمر العجين كله بمصر ، و سرعان ما نمت الكنيسة فرسم مار مرقس إنيانوس أسقفاً و أقام معه قسوساً و شمامسة ووضع لهم قداساً و هو الذى يعرف الآن بالقداس الكيرلسى نسبة للبابا كيرلس عمود الدين الذى دونه و رتبه فى صورته الحالية .






  رد مع اقتباس