عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 11 - 2012, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تأملات فى أحداث أسبوع الآلام

الأعداد للفصح :
خرج السيد المسيح ومعه تلاميذه من قرية بيت عنيا قاصدا أورشليم ليصنع الفصح فيها ... وعبر مع تلاميذه وادى قدرون ... وكانت أورشليم مكتظة باليهود القادمين إليها من جهات متفرقة ليعيدوا فيها ، وكان الزحام فى هذه السنة شديدا لأن الجميع كانوا يتوقعون أن يعلن لهم ( يسوع الناصرى ) ذاته معلنا أنه المسيح المنتظر ، وكذلك لأن هذه السنة كانت سنة اليوبيل ، عبر السيد المسيح وادى قدرون الذى الذى كان مضروبا فيه الآف الخيام لكى تستوعب من لم تستوعبهم المدينة ، مر فى طرقات المدينة التى كانت قد غسلت هى ومبانى المدينة غسيلها السنوى ، كما أن القبور خارج المدينة كان قد أعيد طلاؤها باللون الأبيض ، أما الهيكل فقد كان يتم تنظيفه بإستمرار .
ولدى دخول السيد المسيح المدينة سأله التلاميذ أين يريد أن يأكل الفصح ؟
لم يفصح لهم السيد المسيح عن المكان ولكنه أعطاهم علامة الرجل حامل الجرة ، وهى علامة تعتبر علامة مميزة وكافية ، لأن حمل الجرار كانت تقوم به السيدات ، لم يرد ان يعرف يهوذا المكان حتى يستطيع ان يتمم الفصح فى هدوء ، وكذلك يؤسس سر الأفخارستيا ، وكان يريد أن يتم القبض عليه فى البستان بعيدا عن المدينة فى هدوء لكى لا يحدث شغب فى المدينة ، وكذلك لأن سقوط الأنسان كان فى بستان أراد الرب أن يبدأ خلاص الأنسان من البستان ، وأيضا لكى يقدم ليهوذا الأسخريوطى محاولة أخرى لخلاص نفسه إذ قد يذكره المكان ( حين يأتى للقبض على السيد المسيح ) بليالى الصلاة التى كان يسهرها مع السيد المسيح والتلاميذ .
كم كان مؤلما على نفس السيد المسيح وهو يمر فى شوارع المدينة الحبيبة إلى قلبه ... مدينة الملك العظيم التى توشك أن تتنكر لمن جاء لإفتقادها وتسلمه إلى الموت ... موت الصليب .

ذهب بطرس ويوحنا ووجدا كما قال لهما السيد المسيح وأعدا الفصح ... وقد كان الرجل حامل الجرة هو مارمرقس كاروز ديارنا المصرية ، والمكان الذى أعد فيه الفصح هو بيته الذى صـــار أول كنيسة يقام فيها سر الأفخارستيا .
( مت 26 : 17- 19 ) ، ( مر 14 : 12- 16 ) ، ( لو 22 : 7- 13 ) .
والآن نقول ما أحكم وأدق صنع ربنا له المجد فى سائر تصرفاته ومواعيده فإن خروف الفصح اليهودى وهو يرمز لسر جسده ودمه وسر صلبه المجيد . كانت تقضى الشريعة أن يشتريه اليهود فى اليوم العاشر من الشهر ويحفظونه حتى اليوم الرابع عشر منه ويذبحونه فى مساء ذلك اليوم بين العشائين أى بين المغرب والعتمة خر 12 : 3 ، 6 هكذا ربنا جاء إلى أورشليم فى العاشر من الشهر يوم أحد الشعانين وقبله أهلها مخلصا لهم ، وبقى فيها وفيما جاورها من القرى إلى يوم الخميس الرابع عشر من الشهر . وفى الميعاد الناموسى أى بعد غروب الخميس قدم خروف الفصح هو وتلاميذه وحدهم ، كان ذلك بحالة سرية وخفية عن مجموع الأمة اليهودية . وبتقديمه إياه ختم لشريعة اليهودية شريعة الظل والرمز الآخذة فى الأختفاء [عب 8 : 13] وشرع حالا فى شريعة النور والحق الآخذه فى الأستقرار والظهور عب 9 : 8 – 23 فضحى بجسده ودمه بوجه سرى وغيرمنطوق بعظمته مسلما إياه لتلاميذه الأطهار تحت شكل الخبز المختمر والخمر الممزوج بالماء فى سر الأفخارستيا المجيد ، حيث كان لا بد للضحية التى أشارت إليها الطقوس اليهودية الأحقاب الطويلة أى جسده ودمه من أن تقدم وتضحى فى ميعادها الشرعى تماما . لأنه مهما كان شر البشر وتلاعبهم بمواعيده فإن ذلك لا يعيقه عن إتمام إرادته المقدسة فى ميعادها بكل إحكام . فما أدق وأرهب هذا التوافق العجيب ؟ ! بل لنتأمل أيضا كيف أنه فى الميعاد الذى كان اليهود يستعدون فيه لذبح خروف الفصح علنا وجهرا ، كانوا هم أيضا يقتلـــون المرموز إليه بذلك الخروف ... معلقا على الصليب جهرا وعلنا . وكما لم يكسروا عظم ذاك لم يكسروا عظم هذا أيضا وفى نهاية ذلك النهار عينه ....( الجمعة ) كما ذبحوا الخروف كذلك يسوع أسلم الروح فى يدى الآب وبعدها طعنوه بالحربة فخرج منه دم وماء ودفنوه فى قبر جديد فى نفس المساء مت 27 : 57 حينما كانوا يدفنون خروف الفصح فى بطونهم .
الفصح الأخير :
ذهب السيد المسيح إلى بيت مارمرقس حيث كان الفصح معدا ، ونجد هنا السيد المسيح قد إتكأ وعلى يمينه يوحنا الحبيب .... وعن يساره يهوذا الأسخريوطى ، ربما رتب السيد المسيح إتكاءهم بهذا الترتيب ليكون السيد المسيح وهو فى وضع الأتكاء قريبا من يهوذا ، لكى يستطيع السيد المسيح أن يحادث يهوذا همسا ولا يدينه علانية أمام باقى التلاميذ ، وأيضا لكى يتم المكتوب " آكل خبزى رفع على عقبه " (مزمور 41 : 9 ) إذ كان يأكل من نفس الطبق مع السيد المسيح ......
دعا السيد المسيح هذا الفصح فصحه وأنبأ التلاميذ أن هذا هو الفصح الأخير الذى يأكله معهم وأنه بتمامه يصير وفاؤه وانقضاؤه ، ثم يدخل معهم فى عهد جديد بدمه وهذا هو ملكوت الله ... ثم أخذ الكأس الأولى ( من أربعة كئوس كانت تشرب مع الفصح ) بإعتباره رب الأسرة وقال إن هذه هى آخر مرة يشرب فيها الخمر الأرضية كجزء من ممارسات العهد القديم ...
تحذيرات ليهوذا :
صرح السيد المسيح لتلاميذه أن أحدهم سيسلمه ... فابتدأ كل واحد منهم يحزن فى داخله ويشك فى نفسه ، وتحول هذا الشك إلى سؤال للرب : هل أنا هو يارب ؟ .... فأشار إلسيد المسيح مرة أخرى لما جاء فى المزامير : " إن الذى يغمس يده معى فى الصحفة هو الذى سيسلمنى " ولكى يكمل تحذيره ليهوذا أكمل السيد المسيح " إن ابن الأنسان ذاهب كما هو مكتوب عنه ، ولكن الويل لذلك الرجل الذى بواسطته يسلم ابن الأنسان . كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد " .
وفى محاولة أخرى للسيد المسيح مع يهوذا بعدما رد على سؤاله أخذ لقمة وغمسها فى الصحفة التى أمامهم ، وقدم اللقمة إلى يهوذا وقال مكملا حديثه معه فى تأكيد واضح " إنه هو الذى سأعطيه اللقمة التى أغمسها " .
يقول الأنجيل للقديس يوحنا أنه بعد اللقمة إذ لم تجد معه كل تحذيرات الرب ، وترك قلبه ( وهو بكامل إرادته ) مفتوحا للشيطان .... إمتلكه الشيطان إمتلاكا . ثم يذكر الأنجيل : " أما يهوذا فبعد أن أخذ اللقمة خرج على الفور ، وكان الوقت ليلا " مشيرا فى ذلك ليس إلى التوقيت الزمنى فقط ، ( إذ أنه من المعروف أن خروف الفصح يؤكل مساءا ) ولكن أيضا إلى حالة الأظلام الروحى التى كان عليها يهوذا " لأن الذى يمشى فى الظلام لا يدرى إلى أين يذهب " ( يوحنا 12 : 35 ) – هؤلاء ينابيع لا ماء فيها وغيوم تسوقها الزوبعة ولهم حفظ ضباب الظلمة " ( 2- بط 2 : 17 )
ذهب يهوذا إلى بيت قيافا مخبرا إياه بوجود السيد المسيح مع تلاميذه فى بيت ( مرقس ) وأنه فى الأمكان القبض عليه فى هدوء هناك .
( متى 26 : 21- 25 ) ، ( مر 14: 18 – 21 ) ، ( لو 22 : 21 – 23) ، ( يو 13 : 18 ، 21- 30 ) .
غســــل الأرجــــل :
تقوم الكنيسة المقدسة فى إحتفالها بيوم خميس العهد بإتمام ثلاثة طقــوس هى على الترتيب :
صلوات الساعات النهارية للبصخة .
اللقان وغسل الأرجل .
القداس الإلهى ( تتميم سر الأفخارستيا ) .
وهذا الترتيب هو نفس الترتيب الذى راعاه الرب فى هذا اليوم ، إذ أنه بعد ما تمم الفصح ، قام عن العشاء وغسل أرجل تلاميذه ... ثم قدم لهم جسده ودمه الأقدسين تحت أعراض الخبز والخمر .

خدمة غسل الأرجل :
هذه الخدمة هى إعلان حب إلهى .. يسوع وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب ، أحس بذلك الإحساس الذى يجيش فى قلب كل انسان عندما يشعر أن وقت انحلاله قد حضر ، يحاول أن يعبر بكل وضوح عما يجيش بصدره وقلبه لأحبابه ، حين يذكر القديس يوحنا غسل السيد المسيح لأرجل تلاميذه فإنه يسبقها بعبارة جميلة ومؤثرة عن حب السيد المسيح اللانهائى لخاصته .... إنه وهو اللــــه لم يستنكف أن يقوم عن العشاء ويغسل أرجل تلاميذه فى درس عملى عن المفهوم الحقيقى للعظمة ...... السيد المسيح أحب خاصته ، وأظهر لهم حبه اللانهائى ، إن حب السيد المسيح لخاصته لم ينقص فى أى فترة وفى أى ظرف ، ولكن الرب اتخذ من هذه المناسبة فرصة لإظهار أقصى حدود محبته فقد أحبهم إلى غاية الحب .

المسيح يغسل أرجلهم :
ثم صب ماء وأبتدأ يغسل أرجلهم ويمسحها بالمنشفة ، كان ممكن للرب أن يغسل الأرجل ويكلف أحدهم بمسحها أو يعاونه فى هذه الخدمة أو فى بعضها إلا أنه رضى أن يقوم هو وحده بكل أركانها حتى متى جاء الوقت المبارك على الصليب يقول لله الآب كل ما أمرتنى به عملته فلا يدعى إنسان ولا يبقى لأى أحد مجال أن يدعى أنه كانت له يد فيما عمل السيد المسيح فقال على الصليب " قد أكمل " .
هذه الخطوات السبع التى خطاها الرب يسوع فى غسل أرجل تلاميذه القديسين إنما تحمل بين طياتها وثناياها رمزا ضمنيا إلى الخطوات الخالدة التى اتخذها الفادى فى تنفيذه تدبير الفداء العجيب للبشرية كلها :
فقيامه عن العشاء يرمز إلى تركه أمجاد السماء ، وخلع ملابسه يشير إلى إخلاء نفسه ،
وأخذه المنشفة يشير إلى تجسده فى جسم بشريتنا ، وإتزاره بالمنشفة يرمز إلى أخذه صورة العبد ،
وصبه الماء فى المغسل يرمز إلى بذل دمه الثمين لأجلنا ، وغسله أرجل تلاميذه يكنى به عن تطهيره للعالم بالمعمودية ، ومسحه أرجلهم كناية عن تقديس العالم بسر الميرون المقدس .
بركات عجيبة فى سر غسل أرجل التلاميذ إنما يشير إلى كل هذه البركات العجيبة التى تمت نحو الفداء المبارك الذى قدمه الرب للبشرية مما جعل أبونا القديس بولس الرسول فى رسالته إلى فيلبى يقول :
" فليكن فيكم هذا الفكر الذى فى المسيح يسوع أيضا الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة العبد صائرا فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " ( فى 2 : 5 ) .
وبعد أن أتم غسل الأرجل شرح لهم معنى عمله هذا وأوصاهم بالأقتداء به ، وأيضا ذكرهم بأن ليس كلهم طاهرون ، إشارة إلى يهوذا الذى أسلمه .
من المؤكد أن يهوذا الإسخريوطى لم يحضر غسل الأرجل ، لأنه كما اتضح أنه غادر بيت القديس مرقس الرسول بعدما غمس السيد المسيح اللقمة وأعطاه . وكان هذا أثناء أكل الفصح .
تأسيس سر الأفخارستيا :
بعد أن أكل السيد المسيح الفصح الأخير مع تلاميذه وغسل أرجلهم بعد خروج يهوذا الأسخريوطى ، أخذ خبزا وبارك وشكر وكسر وقدمه إلى تلاميذه قائلا لهم : أن هذا هو جسده الذى يقدم فداء وكفارة عن خطايانا .
وأمسك كأسا ممزوجة من خمر وماء وقال لهم بفمه الإلهى الطاهر : أن هذا هو دمه المسفوك عن خطايا العالم .
وهذه الكأس هى غير الأربعة كئوس التى كانت تشرب أثناء أكل الفصح .. لأن الفصح كان قد تم أكله ورفع من على المائدة من قبل غسل الأرجل .
ســــــــــر الأفخارستيا :
إن تأسيس سر الأفخارستيا فى الليلة الأخيرة للسيد المسيح ، له دلالة هامة ، وترتيب بحكمة إلهية فائقة ، لقد تحدث السيد المسيح عن الخبز الحى ، وعن أكل جسده ، فى أكثر من مناسبة ، مرة للتلاميذ ومرات للجمهور ، وهناك من تقبل هذا الكلام ، وآخرون لم يفهموه بل وتركوه ومضوا ، ولم يتراجع السيد المسيح عن أى كلمة أو حرف ، مما قاله بل ترك لمن يرجعون للخلف أن يمضوا ‍... لقد اعترض اليهود على كلام السيد المسيح ، هذا الأعتراض المبنى على حكم العقل والحواس الجسدية قائلين ( كيف يقدر هذا أن يعطينا جسده لنأكل ؟ يو 6 : 51 ، 52 ) . وأيضا أعترض الكثيرون من تلاميذه نفس الأعتراض الحسى والعقلى قائلين " إن هذا الكلام صعب من يقدر أن يسمعه؟ "
فماذا كان جوابه لهم ؟
كان جوابه لهم مبنيا على إباحة استعمال العقل ، ولكن فى حدود سلطانه فقط .
سمو السر :
أسرار الكنيسة السبعة هى نعم فائقة جليلة سماوية ، ينالها المؤمن بمواد يقدسها الروح القدس باستحقاقات سر الفداء العظيم الذى أكمله ربنا يسوع المسيح على الصليب ، وهى سرية باطنية ينالها المؤمن تحت العلامات والمواد المنظورة التى تتقدس كما رسم لها الله تعالى وما هى إلا بمثابة قنوات ومجارى تتدفق فيها النعم من نهر الفداء العظيم ، لذلك من طقسها رسم الصليب وذكر الفداء .
وأنه وإن كانت جميعها سامية جليلة لخلاص المؤمنين وتقويتهم فى الحياة الروحية والجسدية ...الخ إلا أن العشاء الربانى أسماها مقاما ، وأغزرها فيضا وأعمها شمولا ، وأكثرها إظهاراللحب الفائق فى سر الفداء العجيب للأسباب الآتية :
أولا : سموه عن الأدراك حيث أن المادة المنظورة فى كل سر غيره تلبث كما هى غير متغيرة ولا مستحيلة ، ولكن فى سر التناول لا تلبث المادة أى الخبز والخمر على حالها بل تستحيل أو تتغير ، أما الخبز فإلى ذات جسد المسيح وأما الخبر فالى دمه ، وذلك بوجه سرى يفوق الفهم كما شاءت سلطته وقدرته العلوية .
ثانيا : عظم الموهبة والنعمة التى ينالها المتقدم لهذا السر فان ربنا له المجد يهب المؤمنين بعضا من مواهب الخلاص بواسطة الأسرار الأخرى كل بحسب غايته وطبيعته ، إلا أنه فى هذا السر يقدم لنا ذاته المقدسة غذاء وشرابا فتجرى إلينا وفينا حياته وتصير حياتنا كما أنه بذلك يجعل المؤمنين جميعا جسدا واحدا أو روحا واحدا .
ثالثا : أن الرب يقدس بروحه الأقدس سائر الأسرار ولكنه فى هذا السر يحضر بلاهوته وناسوته معا ، فيلهب قلوبنا بالأشواق المقدسة والعبادة الحارة لشخصه المبارك .
رابعا : أن الأسرار الأخرى من بركات ذبيحة الفداء أما هذا السر فهو الذبيحة نفسها .
هل هناك فرق بين ذبيحة الصليب وذبيحة القداس ؟:
لا فرق بين ذبيحة الصليب وذبيحة القداس من حيث الضحية نفسها . إذ يقول الكاهن معترفا بالقداس ( أؤمن أؤمن أؤمن وأعترف إلى النفس الأخير أن هذا هو الجسد المحيى . الذى لإبنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم . وجعله واحدا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير . واعترف الأعتراف الحسن أمام بيلاطس البنطى وأسلمه عنا على خشبة الصليب المقدسة بإرادته وحده عنا كلنا ، بالحقيقة أؤمن أن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين ، يعطى عنا خلاصا وغفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه . أؤمن أؤمن أؤمن أن هذا هو بالحقيقة آمين ) .
وذلك تبعا لقول السيد ( والخبز الذى أنا أعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم ) وقوله ( إن لم تأكلواجسد ابن الأنسان .... الخ ) يو 6 : 51 ، 53 .
ولعلنا ندرك الآن لماذا رتب السيد المسيح له المجد أن يؤسس سر الأفخارستيا فى اليوم السابق مباشرة لصلبه .... للعلاقة الوثيقة والواحدة بين الذبيحتين .

+ + +
  رد مع اقتباس