عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 11 - 2012, 07:29 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,891

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كن في الحياة كعابر سبيل ..

أجابه يسوع : أنا هو الطريق والحق والحياة

لذلك تعال إلى الرب يسوع المسيح كما أنت .. ليس باستطاعتك أن تغيِّر نفسك وإلا لما كان لديك احتياج إليه .. لأن الكتاب المقدس واضح في قوله أن " الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد " رسالة الرسول بولس الى اهل روما 3: 12. فإن الله يكره الخطيئة لكنه يحب الخاطي جداً وهو الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف ( الانجيل بحسب البشير يوحنا 10: 11)
وفي العهد القديم، تطالعنا روائع القصص عن أبطال الإيمان الذين واجهوا مصائب الحياة بشجاعة وإيمان وثقة هائلة بالرب . فهذا يوسف الصديق الذي تعرضت حياته لأقسى التجارب ، فبعد أن كان الأبن المفضل لوالده وجد نفسه ملقى في بئرٍ عرضة للموت ثم تم بيعه كعبد لقافلة من التجار كانت في طريقها إلى مصر . وبعد أن حظي برضى فرعون بمصر وأصبح المشرف على جميع شؤون بيته ، وبفضل خداع امرأة فرعون ومؤامرتها عليه طُرح في السجن كمجرم ، ولكنه في كل ذلك ، ظلَّ متمسكاً بإيمانه متكلاً على الله في كل شيء ، لم يتذمّر على خالقه ، ولم يستسلم للقنوط بل جابه مشكلات الحياة بصبر وشجاعة لا يمكن لأحد أن يعرفهما إلاّ إذا كان قد اختبر قوة الله في حياته .. وماذا عن تلاميذ المسيح الذين تعرّضوا للضيقات، والاضطهادات ، والسجون ، والضربات ، وأخيراً الموت ؟ ماذا كان شعارهم ؟ لقد وجدوا فيها "ربحاً " عظيماً لأنهم استطاعوا، بعين الإيمان أن يخترقوا حجب المستقبل فأدركوا أن الله في شخص ابنه يسوع المسيح ، يمسك بزمام أمور حياتهم، وأن مصائبهم ليست سوى امتحان لنيل أرفع الجوائز حسب مواعيد الله الأمينة الصادقة .

ان ما نقوم به من اعمالنا الصالحة هو زرع الورود وسقيها والعناية بها والمحافظة عليها لتلك القلوب العطشى والارواح الظمأى التي هي بحاجة لحديقة خضراء غناء بداخلها تطلّق تلك الأجواء الحارة الجافة من قلة المشاعر الجميلة المحرومة منها وغير المتوفرة لها لتجعل من تلك القلوب واحة خضراء تشعر ببرودة رذاذها المنعش المريح للاعصاب كما لو كنت قريباً من شلال كبير متدفق بغزارة من جبل عالٍ، ترفع رأسك عالياً لتحدق فيه ولا تريد ان تنزل نظرك عنه، وانت تتأمل عظمة الخالق عز وجل في بديع مخلوقاته وعجائب صنعه ! تلك الورود التي تتحدث عنها ليست وحياً من خيال .. وليست صعبة المنال ، بل يمكن ان تتحقق بأشكال وصور كثيرة أنت ادرى بها ..

انت كإنسان في هذا الوقت المادي القائم على المصالح الشخصية والاعتبارات المادية بحاجة لمن يبتسم في وجهك حينما تقبل عليه ،
ولكن حبا فيك لا مجاملة لك
ويكفي ان ترى الابتسامة على شفاه الآخرين ، والسعادة ترفرف عليهم بسببك لتعرف انك بأعمالك النابعة من الأيمان زرعت بداخلهم وروداً جميلة تتجدد كل يوم وتتفتح كل لحظة وتتألق حينما تشعر بك بجانبها تدعمها وترعاها وتأخذ بيدها الى عوالم أخرى داخل الحياة لم تفتح عينيها عليها بعد وانت بزرعك لتلك الورود الرائعة في نفوس الآخرين لا شك بأنك تساهم في توسيع رقعتها لان كل من احس بقيمة وطعم وجمال هذه الورود سوف يساهم بزراعتها في قلوب الآخرين بشكل أو بآخر.
ولكن قد يكون هناك بعض الاشخاص الأنانيين ممن يودون الأستئثار بتلك الورود الجميلة لهم وحدهم ، ولكن لا لن يستطيعوا ذلك لأن الأنسان حينما يكون سعيداً لا يستطيع ان يخفي سعادته او ان يمنعها ان تصل لغيره حيث ان مجرد ابتسامته الصادقة الحلوة سوف تبث الأمل في الآخرين وتريحهم نفسياً وهنا تبدأ جولة اخرى من زراعة الورود للآخرين .. فهلاً زرعنا الورود بداخلنا وداخل قلوب الآخرين ؟
عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه ِ الآثار الجميلة النابعة من محبة المسيح والأخلاص لها .. وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم ..
وكمستغن يحسن إليهم .. و ايضا كطبيب يشفق عليهم ، ولا تعش معهم كالذئب يأكل من لحومهم .. وكثعلب يمكر بعقولهم .. وكلص ينتظر غفلتهم .. وذلك لأن حياتك من حياتهم.. وبقاءك ببقائهم.. ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم .. فلا تجمع عليك ميتتين .. ولا تقدم نفسك لمحكمتين ..
والأفضل ايضا ان لا تعرض نفسك لحسابين .
يقول الشاعر :

كن في الحياة كعابر سبيل
و إترك ورائك كل أثر ٍ جميل
فما نحن في الدنيا إلا ضيوف
وما على الضيف إلا الرحيل

عندما تقوم بذلك كله عن قناعة راسخة منك .. فإنك تشعر بسعادة غامرة ليس أقلها انك تجد ذاتك التي ربما تاهت منك في الطرقات منذ زمن بعيد
وأنت تبحث عنها ، او التي سلبت منك رغماً عنك .
نحتاج أن يكون لنا تدقيق فى حياتنا السلوكية التى من خلالها نتعرف على السلوك المسيحى الذى يمجد الله فى حياتنا ..
لنكن قدوة للمؤمنين فى الكلام ، فى التصرف ، فى المحبة ، فى الروح ، فى الإيمان وفى الطهارة
فأكثر ما نحتاجه الآن هـو القـدوة اليومية التى نمجـد بها اسم ربنا يسوع
ونسعى لنكون قدوة طيبة فى كل شئ
و لربنا المجد الدائم إلى الأبد
آمين .


  رد مع اقتباس