[Mary Naeem]

بث برامج طبخ واستضاف المتعاطفين مع الاخوان..
التليفزيون يتجاهل"حرب التحرير" والمتحدث الرئاسى"اجازة"



الجمعة, 12 أكتوير 2012 20:19



كتبت هناء عبد الله شلتوت
" التاريخ يعيد نفسه " ولما لا وهى النظرية التى فسرها الفيلسوف الالمانى والمفكر السياسى كارل ماركس بأن التاريخ يعيد نفسه مرتين، في المرة الاولى " كمأساة " وفي الثانية " كمهزلة " .. وهو الامر
نفسه الذى شهده ميدان التحرير اليوم الذى كان ايقونة ثورة يناير المجيدة واعتبرة الثوار قبلة لهم اتجه لها الجميع من كل صوب وحدب ليوحدوا مطالبهم من خلاله فى مليونيات اتخذت لها شعارات ومسميات عدة لم تشهد ثمة انقسام يذكر .. حتى كانت الفاصلة وهى تلك المليونية التى دعت لها التيارات السياسية المختلفة لكشف حساب الرئيس حول برنامج المائة يوم والتى تحولت بقدرة قادر الى "حرب شوارع" لم تختفى عنها ادوات النظام السابق فى قمع المتظاهرين حيث عاد مجددا ظهور رصاصات الخرطوش والملوتوف اضف اليها اكياس المياه المغليه والحجارة وهى جميعها ما استخدمها اعضاء جماعة الاخوان المسلمين اليوم الذين هبطوا الى الميدان بالبارشوت بحجة المطالبة بإقالة النائب العام الذى صدر بالفعل بحقة قرار تعيين امس سفيرا لمصر فى دولة الفاتيكان .
فمنذ صباح اليوم استيقظ المصريون على سماع الاخبار المؤسفة بشأن الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين واعضاء جماعة الاخوان المسلمين بميدان التحرير الذى شهد حالة من الكر والفر بين الجانبين فى محاولة لسيطرة طرف على الميدان فى مقابل طرد الطرف الاخر ، والتى استخدم فى سبيلها الطرفين كافة الوسائل المشروعه والغير مشروعه وتحول المشهد بميدان التحرير من الثورى الى الاكثر دموية منذ الانتخابات الرئاسية ووصول الاخوان الى سدة الحكم ، حيث عاد للأذهان مشهد الميدان يوم موقعة الجمل حيث ممارسات ميليشيات الاخوان التى لم تختلف كثيرا عن ممارسات بلطجية النظام السابق .
فى الوقت ذاته عاد التاريخ نفسه ايضا مع اجهزة الاعلام الحكومية حيث غاب التليفزيون المصرى عن تغطية الاحداث وقت ذروتها واستمرت القناة الاولى فى اذاعة برامج الطبخ فيما بثت القناة الثانية برنامجا دينيا ، بينما استضافت المصرية الفضائية الشيخ عمر عبد الكافى ، وركزت قناة 25 على نقل حوارات مع الشباب المتعاطف مع جماعة الاخوان المسلمين ، واقتصرت تغطية المشهد على قناة الجزيرة القطرية التى نقلت بث مباشر للأحداث من ميدان التحرير .
وفى نفس الاطار لم يكن للاجهزة الحكومية الرسمية دور يذكر فى اصدار بيانات رسمية توضح فيها الاحداث او تدعوا للتدهئة حيث غابت تماما رئاسة الجمهورية عن الظهور او تصريح أحد لاحد مستشارى الرئيس كما غاب ايضا المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر على عن الخروج ببيان عاجل على غير التعامل المعهود فى تلك الاحداث وذلك لكونه فى اجازة رسمية .






الدستور