تحذرنا صلوات القداس الإلهي من " ملاقاة الهراطقة " كذلك ما أكثر الآيات فى الكتاب المقدس التى تمنع الخلطة بهم . وهكذا يقول بولس الرسول " نوصيكم .. أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب ، وليس حسب التعليم الذى أخذه منا " "2تس3: 6" . وكذلك يعلمنا القديس يوحنا الرسول "3يو10، 11" .
فماذا نفعل ؟ هل نستطيع فى حياتنا العملية أن نعيش باستمرار فى جو أرثوذكسي خالص ؟!
المهم هو عدم التلاقي معهم في هرطقاتهم .
وكذلك عدم الوقوع تحت تأثيرهم في أخطائهم العقائدية .
أما الخلطة بصفة عامة ، من ناحية السكني والعمل و اللقاء في الحياة الإجتماعية ، فليست هي المقصودة "وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من هذا العالم" كما قال الرسول "1كو6: 10 " .
وهنا نقدم ملاحظتين في "ملاقاة الهراطقة" :
1- احترس من حضور اجتماعات الوعظ والتعليم عند المخالفين لك في المذهب والعقيدة والفكر اللاهوتى ، لئلا تدخل في عقلك عقائد خاطئة ، ربما لا تدركها في حينها.
ولعله من نتائج ذلك إنحراف كثيرين عن عقائدهم نحو كثيرمن الطوائف :
2- هناك فرق بين معلمي العقيدة الثابتين فيها ، والشعب العادي .
فهؤلاء القادة المعلمون ، لهم تأثيرهم على غيرهم ، ولا يستطيع غيرهم أن يؤثر عليهم .
وهم حينما يدخلون في حوار لاهوتي مع المخالفين لهم فى العقيدة ، قد يكسبون بعضهم إلى الإيمان . أو يقنعونهم ببعض نقاط عقائدية ، أو على الأقل يجعلونهم أقل تطرفاً فى فكرهم اللاهوتى .
وطبعاً هؤلاء غير الشعب العادى ، الذى ليس هو متعمقاً فى العقيدة واللاهوت وربما يكون من السهل التأثير عليه .
وهذا النوع ننصحه بعدم الخلطة العقائدية مع أصحاب العقائد المسيحية الأخرى . ولكن يمكن محبتهم ومعاملتهم بروح القداسة والبر وثمار الروح القدس " غل5: 22، 23 " . مع البعد عن الحوار العقائدى ، إلا لمن كان متمكناً جداً ومتعمقاً فيها ، ويمكنه أن يؤثر دون أن يتأثر .