أَنَّ يَسُوعَ تَصَرَّفَ عَكسَ مَا تَصَوَّرَهُ يُوحَنَّا؛
فَهُوَ جَاءَ مِن أَجلِ المَرضَى وَالخَاطِئِينَ: "لِأَنَّ ابْنَ الإِنسَانِ جَاءَ لِيَبحَثَ عَنِ الهَالِكِ فَيُخَلِّصَهُ" (لوقا 19: 10).
وَأَعلَنَ يَسُوعُ سَنَةً مَرضِيَّةً (لوقا 4: 19)، بَينَمَا أَعلَنَ يُوحَنَّا
أَنَّ المَسيحَ المُنتَظَرَ يَأتِي لِيُعَمِّدَ بِالرُّوحِ القُدُسِ وَالنَّارِ، وَرَآهُ إِلَهًا
مُتَواضِعًا يَقتَرِبُ، مُتَضامِنًا مَعَ الفُقَرَاءِ، حَتَّى طَلبَ أَن يَعتَمِدَ
مِن يُوحَنَّا بِماءِ مَعمُودِيَّتِهِ. فَكانَ عَلَى يُوحَنَّا أَن يَتَعَلَّمَ أَنَّ يَسُوعَ
أَتَى لِيُعلِنَ عَنِ إِلَهٍ تَوَاضُعُهُ بِلا حُدُودٍ؛ إِلَهٍ، مَعَ أَنَّهُ بِلا خَطِيئَةٍ،
جَعَلَ نَفسَهُ خَطِيئَةً لأَجلِنَا: "إِذ لَم يَعُدَّ مُسَاوَاتَهُ للهِ غَنِيمَةً،
بَل تَجَرَّدَ مِن ذَاتِهِ مُتَّخِذًا صُورَةَ العَبدِ، صَائِرًا عَلَى مِثالِ البَشَرِ"
(فيلِبِّي 2: 6–7).