المرأة التي كشفت المستور وأنقذت المئات
في يوليو عام 2015، اخترق صمت أحد أحياء تشارلستون صراخ مذعور. سيدةٌ من الحي خرجت مهرولة نحو مصدر الصوت، لتجد أمامها مشهدًا يجمّد الدم في العروق:
هيذر سول—حافية، ترتـجف، وجهها مخدوش، وذراعاها مليئتان بجروح وكـدمات، تتنفس بصعوبة وكأنها نجت من الموت للتو.
وبينما كانت تتعثر في كلماتها، قالت بصوت مرتعش:
"حاول يقتـلني… اضطررت أضربه… أطلـقت النار."
عندما وصلت الشرطة، دخلوا منزلها ليجدوا جـثة رجل داخل الممر. اسمه كان نيل فولز. ولم يكن ما وجدوه لاحقًا في سيارته مجرد مفاجأة… بل رعبًا خالصًا.
هيذر أخبرت المحققين أن فولز اتصل بها بعد أن شاهد إعلان لمنتج تعرضه على موقع خاص بالوظائف والعقارات والسيارات وغيرها، وتظاهر بأنه زبون. لكنها ما إن فتحت الباب حتى تغيّر كل شيء في لحظة:
رفع مسدسه، ضغطه بقوة على بطنها، وقال كلمتين جمدتا الوقت:
"عيشي… أو موتي."
ثم أمسك بها بعـنف، وبدأ يخنـقها ويجرّها عبر المنزل. كانت تتشبث بالحياة بشراسة. ومع آخر قدر متبقٍّ من قوتها أمسكت بيدها مجرفة صغيرة، لتدافع عن نفسها. وخلال العراك، انحرفت يد فولز قليلًا… فاغتنمت هيذر اللحظة الذهبية، وانتزعت المسدس منه، وأطلـقت الرصاصة التي أنهت الهجوم فورًا.
تفتيش سيارة فولز كشف ما لم يكن يتوقعه أحد:
فأس
سكاكين
مواد تنظيف ومواد تبييض
درع واقٍ من الرصاص
أصفاد
مجرفة
حبال
حقيبة أدوات قتـل كاملة… مكتملة وكأنها معدّة لرحلة مظلمة طويلة.
وفي جيبه وُجدت ورقة صغيرة عليها أسماء ست نساء—جميعهن من العاملات عبر الموقع نفسه الذي استخدمته هيذر. كأنهن لائحة الضحايا التالية.
عندما توسّع التحقيق، تبيّن أن فولز لم يكن رجلاً عابرًا… بل شخصية غامضة تنقّل بين أكثر من 10 ولايات، عمل كحارس أمن في سدّ هوفر، وعُرف بتاريخه المضطرب، وأماكن إقامته المتعددة التي لم يكن يمكث فيها طويلًا.
الأدلة التي ظهرت لاحقًا ربطته باحتمال ضلوعه في:
سلسلة جرائم قتـل وتشويه نساء في لاس فيغاس بين 2003 و2007
حالات اختفاء غامضة لنساء في ولاية أوهايو
نمط سلوكي يشبه قاتلًا متسلسلًا محترفًا
والأكثر غرابة ودهشة… أن سلسلة الاختفاءات التي كانت تهزّ مدينة تشيلكوثي في أوهايو توقفت فجأة تمامًا بعد يوم مقتـ,ل فولز.
ما بدأ كجريمة مروّعة في منزل صغير بولاية فرجينيا، تحوّل إلى واحدة من أكثر القصص غرابة في تاريخ الجريمة الأمريكية:
امرأة واجهت الموت بيديها العاريتين، وبشجاعة غريزية، أسقطت شخصًا يُرجّح أنه كان واحدًا من أخطر المفترسين المتخفين في البلاد.
في ذلك اليوم…
هيذر سول نجت.
وربما عشرات النساء نجون معها دون أن يعرفن.