يقول "القمص تادرس يعقوب": "استأجر أمصيا مئة ألف جبار بأس من إسرائيل مقابل دفع مئة وزنة من الفضة. أخطأ أمصيا في هذا التصرف، أولًا لأنه لم يستشر الرب خلال أحد أنبيائه، ولأنه لم يتعظ مما فعله إسرائيل بيهوذا، حيث دخلت عبادة البعل إلى يهوذا خلال التصاقه بإسرائيل. واضح أن الملك أمصيا قدم هذه الفضة لملك إسرائيل، وأودعت الفضة في خزانة الدولة، ولم تسلَّم لجبابرة البأس كمنحة لهم مقابل دخولهم في حربٍ وتعرضهم للموت...
حمى غضبهم جدًا على يهوذا. غضبوا لأنهم حسبوا هذا نبذًا وإهانة لهم كرجال غير أهلٍ للخدمة العسكرية، ولعلهم كانوا يترجَّون العودة إلى بلادهم حاملين غنائم من أدوم، فرفضهم حسبوه إهانة لسمعتهم وخسارة لمكاسبهم... استغل هؤلاء الإسرائيليون رجال البأس انشغال أمصيا وجيشه في الحرب مع أدوم، واقتحموا بعض مدن يهوذا، وضربوا ثلاثة آلاف، ونهبوا الكثير، حاسبين هذا التصرُّف يرد لهم كرامتهم ويعوّضهم عن عدم استيلائهم على غنائم من أدوم.
لقد أطاع أمصيا الله وردَّ الإسرائيليين إلى بلادهم، فلماذا سمح للإسرائيليين أن يقتحموا بعض مدن يهوذا ويقتلوا ويسلبوا؟ سمح الله بذلك لتأديب الساكنين في تلك المناطق القريبة من إسرائيل، لأنهم عبدوا الأوثان بإغراء الإسرائيليين لهم"