
12 - 11 - 2025, 07:10 AM
|
| |
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
"كيف يحاربنا إبليس" :
في إحدى الأمسيات، جلس الأب سمعان في ركن الكنيسة الهادئ، يتأمل وجوه الناس الخارجين من الاعتراف، وجميعهم يحملون شيئًا من النور على وجوههم. اقترب منه شاب مضطرب وقال:
"يا أبي، كلّما أبدأ الصلاة أشعر بأن شيئًا يثقلني… كلّما أحاول أن أكون قريبًا من الله، يأتيني فكر غريب أو ملل أو خوف. هل أنا ضعيف إلى هذا الحد؟"
ابتسم الأب سمعان وقال له برفق:
"أنت لست ضعيفًا، بل في معركة. لأن إبليس لا يحارب إلا من يسير نحو الله."
ثم أخذ الأب سمعان يشعل شمعة أمام المذبح، وقال له:
"أنظر إلى هذه الشمعة، ما إن تشتعل حتى تبدأ الرياح بمحاولة إطفائها، هكذا أنت عندما تضيء قلبك بالصلاة. إبليس لا يتحمل النور، لذلك يحاول بثلاث طرق أن يطفئه."
جلس الشاب منصتًا، فقال الكاهن:
1. الهمس الخفيّ
"أول ما يفعله هو الهمس في قلبك: ‘الله لا يسمعك، صلاتك بلا فائدة’. هذه هي حرب الفكر. يريدك أن تشكّ في محبة الله لتترك السلاح بيدك."
2. التعب والملل
"إن لم ينجح، يأتيك بالكسل. يجعلك تقول: ‘غدًا سأصلي، اليوم متعب’. وهكذا يسرق الوقت منك كما يسرق اللصّ الليلَ من المسافر."
3. التظاهر بالنور
"وأحيانًا، يأتيك كأنه ملاك نور، يزرع فيك كبرياءً روحية: ‘أنا أفضل من غيري، أنا أصلّي أكثر’. عندها يسقط الإنسان من حيث لا يدري، لأن الكبرياء تُطفئ كل النور."
سكت الأب قليلًا، ثم قال وهو يرفع الصليب:
"لكن تذكّر، إبليس يصرخ أمام الصليب كما تصرخ الظلمة أمام الفجر. لا يخاف من شيء مثل توبة القلب، وصلاة يسوع الخارجة من الصميم:
‘يا رب يسوع المسيح، ارحمني أنا الخاطئ.’"
دمعت عينا الشاب وقال:
"والآن ماذا أفعل يا أبي؟"
ابتسم الأب سمعان وأجاب:
"قاوم ولا تخف. الحرب ليست علامة بُعدك عن الله، بل دليل على أنك اقتربت منه. إبليس لا يحارب الميتين في الروح، بل الأحياء الذين فيهم نور المسيح."

|