لماذا لم يُسر حيرام بالعشرين مدينة؟
هل كانت المدن بلا قيمة قدمها سليمان لحيرام وهو يعلم أنها
غير نافعة له، أم كان حيرام مستغلًا يريد نوال أكبر مكسب؟
يجيب بعض الدارسين بأنه لم تكن هذه المدن بلا قيمة، ولم يكن
حيرام مستغلًا، فالمنطقة دون شك لها قيمتها كأراضٍ زراعية.
أما رجال حيرام فكانوا تجارًا لا خبرة لهم بالزراعة، ولا يريدون
الدخول في هذا المجال. ما يُسرَ حيرام وشعبه هو أن يفتح لهم
مجال أوسع للعمل التجاري لا الزراعي. فالشعب الذي له أسطول
بحري وعلاقات تجارية دولية يتعجب كيف يمكن للإنسان أن يُسر
بالعمل الزراعي كسكان كابول؟
ومن الجانب الآخر الذين يهتمون بالعمل الزراعي لا يجدون
مسرتهم في التجارة البحرية حيث البحر العنيف والمشاكل
التي تواجه البحارة! لقد وهب الله لكل إنسان
كما لكل شعب ما يمكن أن يبهجه ويسره"