[Mary Naeem]

كيف لم تعرف نعمي راعوث بعد عودتها من بيدر بوعز (را 3: 16)؟
وإن كانت الأرض محل الفكاك هي أرض أبيمالك (را 4: 3)
ألم يكن من المفروض أن نعمي هي التي تتزوج ببوعز؟
وإذا كان هناك ولي أقرب من بوعز فلماذا لم تلجأ له نعمي مباشرة؟

ج: 1- بعد عودة راعوث في بيدر بوعز سألتها نعمي " من أنتِ يا بنتي؟" (را 3: 16) وسؤالها هذا لا يعني أنها تجهل شخصية راعوث، إنما تريد أن تستفسر عن حالة راعوث... هل نجحت في مهمتها ووجدت قبولًا لدى بوعز..؟ هل بوعز يزمع أن يتزوجها..؟ هل هي راعوث في حكم خطيبة بوعز أم أنها مازالت راعوث الأرملة؟ وفي اللغة العبرية قد يحمل السؤال أكثر من معنى، فجاء في " التفسير الحديث": "ويتبنى (نايت) الفكرة القائلة أنه بينما يتوقع السؤال في لغتنا ردًا يحمل اسم الشخص، إلاَّ أنه في العبرية يتوقع ردًا على الشخصية أو الحالة التي تتوارى خلف الاسم".

2- نعم كان من المفروض أن نعمي هي التي تتزوج من بوعز، لأن الحقل حقل أبيمالك، ولكن لمحبتها لكنَّتها الشابة راعوث تنازلت لها عن حقها " وقالت لها نعمي حماتها يا بنتي ألاَّ ألتمس لك راحةً ليكون لك خير" (را 3: 1) ولاسيما أن نعمي قد تكون قاربت السن الذي لا تستطيع أن تنجب فيه، ويقول " ماكدونالد": "لنعمي الأولوية في الرجوع إلى بوعز لكنها ارتضت التنازل عن هذا الحق لصالح راعوث. واختيارها بوعز ليقيم اسمًا لمحلون كان سببه... تفضيلها إياه عن عمد بوصفه الشخص الذي سبق أن أظهر معروفًا للأحياء والأموات".

3- تعلم نعمي أن هناك ولي أول أقرب لأبيمالك من بوعز، وهذا ما أخبرت به نعمي راعوث عن بوعز " فقالت نعمي لكنَّتها مبارك هو من الرب. الرجل ذو قرابة لنا. هو ثاني وليّنا" (را 2: 20) ولكن نعمي كانت تشك في قبوله هذه التضحية، وصدق ظنها " فقال الولي لا أقدر أن أفكَّ لنفسي لئلا أفسد ميراثي" (را 4: 6).