قِصَّة وَعِبْرَة
مَاتَت سَيِّدَةٌ غَنِيَّةٌ جِدًّا، وَكَانَتْ تَمْتَلِكُ المَلاَيِينَ. وَفِي جَنَازَتِهَا،
كَانَ الجَمِيعُ مَشْغُولِينَ يَتَسَاءَلُونَ: كَمْ تَرَكَتْ مِنْ أَمْوَالٍ؟
فَجَاءَ أَحَدُهُمْ – وَكَانَ مَادِّيًّا – وَسَأَلَ كَاهِنَ الرَّعِيَّةِ:
"كَمْ تَرَكَتْ هَذِهِ السَّيِّدَةُ؟"
فَأَجَابَهُ الكَاهِنُ بِذَكَاءٍ وَبِدَرْسٍ عَمِيقٍ: "لَقَدْ تَرَكَتْ كُلَّ شَيْءٍ."
نَعَم، لَنْ نَأْخُذَ مَعَنَا شَيْئًا. فَهَلْ نُدْرِكُ أَنَّ كُلَّ فُرْصَةٍ يُتِيحُهَا الرَّبُّ لَنَا
هِيَ لِتَسْخِيرِهَا فِي خِدْمَةِ الآخَرِينَ؟
كُلُّ بَرَكَةٍ يُعْطِينَا إِيَّاهَا الرَّبُّ هِيَ لِنَشْرِكَهَا مَعَ الآخَرِينَ، وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ
نِلْنَاهَا هِيَ لِنُكَرِّسَهَا لِخِدْمَتِهِم. وَإِنْ كُنَّا أُمَنَاءَ فِيمَا هُوَ لِلغَيْرِ،
سَيُعْطِينَا اللهُ مَا هُوَ لَنَا، أَيْ الأَبَدِيَّةَ فِي السَّمَاءِ.