[Mary Naeem]

تِلكَ المَرَّةُ الثَّالِثَةُ الَّتي تَراءَى فيها يسوعُ
لِتَلاميذِه بعدَ قِيامَتِه مِن بَينِ الأَموات.

تَشِيرُ عِبَارَةُ "المَرَّةُ الثَّالِثَةُ" إِلَى الظُّهُورِ الثَّالِثِ لِلسَّيِّدِ المَسِيحِ لِلتَّلَامِيذِ وَالسَّابِعِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَقَدْ تَمَّ ذَلِكَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ قِيَامَتِهِ.
وَيَعْنِي يُوحَنَّا بِـ"المَرَّةِ الثَّالِثَةِ" الظُّهُورَاتِ الثَّلَاثَةَ الَّتِي يَذْكُرُهَا فِي إِنجِيلِهِ: مَرَّتَيْنِ فِي الفَصْلِ العِشْرِينَ، وَمَرَّةً فِي الفَصْلِ الحَادِي وَالعِشْرِينَ. وَإِنَّ أَقْدَمَ قَائِمَةٍ لِظُهُورَاتِ يَسُوعَ القَائِمِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يُقَدِّمُهَا لَنَا القِدِّيسُ بُولُسُ فِي سَنَةِ (55م)، اِسْتِنَادًا إِلَى تَقْلِيدٍ تَسَلَّمَهُ قَبْلَ ذَلِكَ؛ فَطِبْقًا لِاعْتِرَافِ الإِيمَانِ القَدِيمِ هَذَا:
"تَراءَى لِصَخْرٍ فَلِلاِثْنَيْ عَشَرَ، ثُمَّ تَراءَى لِأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِائَةِ أَخٍ مَعًا، لا يَزَالُ مُعْظَمُهُمْ حَيًّا، وَبَعْضُهُمْ مَاتُوا. ثُمَّ تَراءَى لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِجَمِيعِ الرُّسُلِ، حَتَّى تَراءَى آخِرَ الأَمْرِ لِي أَنَا أَيْضًا السِّقْطُ" (1 قُورِنْتُس 15: 5-8).
إِلَّا أَنَّ الأَنَاجِيلَ لا تَسْرُدُ مِنْ هَذِهِ القَائِمَةِ إِلَّا الظُّهُورَيْنِ الأَوَّلَيْنِ: لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ (لُوقَا 24: 34)، وَلِلأَحَدَ عَشَرَ (يُوحَنَّا 20: 19-29)، وَقَدِ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ بَعْضُ التَّلَامِيذِ الآخَرِينَ (لُوقَا 24: 33-50).