[Mary Naeem]

وتَراءَى يسوعُ بَعدَئِذٍ لِلتَّلاميذِ مَرَّةً أُخْرى.
وكانَ ذلكَ على شاطئِ بُحَيرَةِ طَبَرِيَّة. وتراءى لَهم على هذا النَّحْو"التَّلَامِيذِ"، فَقَدْ وَرَدَتْ سَبْعَ مَرَّاتٍ (يُوحَنَّا 21: 1، 2، 3، 7، 8، 12، 14) فِي هَذَا النَّصِّ الإِنجِيلِيِّ، مِمَّا يُشِيرُ إِلَى كَمَالِ مَجْمُوعَتِهِمْ، أَيِ الكَنِيسَةِ بِكَامِلِهَا، وَأَهَمِّيَّةِ دَوْرِهِمْ فِي المُشَارَكَةِ فِي رِسَالَةِ الكَنِيسَةِ.
أَمَّا عِبَارَةُ "مَرَّةً أُخْرَى"، فَتُشِيرُ إِلَى مَا بَعْدَ المَرَّاتِ السَّابِقَةِ. وَتُؤَكِّدُ الآيَةُ (20: 14) هَذَا الأَمْرَ، إِذْ تَقُولُ إِنَّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ تُخْبِرُ عَنِ الظُّهُورِ الثَّالِثِ لِلتَّلَامِيذِ، بَعْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، لِيُدْخِلَهُمْ مِنْ جَدِيدٍ، رَغْمَ خِيَانَتِهِمْ وَشَكِّهِمْ وَنُكْرَانِهِمْ، إِلَى حَالَةِ الصَّدَاقَةِ مَعَهُ وَإِلَى المُصَالَحَةِ مَعَ اللهِ الآبِ. كُلَّما أطَلَّ الرَّبُّ على حَياتِنا، يَحدُثُ شَيءٌ جَديدٌ، ويَفرِضُ نَفسَهُ، لا بِقُوَّةِ السُّلطانِ، بَل بِرِقَّةِ الحُضورِ ومَفاجَأَةِ النِّعمَةِ.
إِنَّ ظُهورَ الرَّبِّ المُتَجَدِّدِ بَينَنا يَدعونا لِتَهيِئَةِ قُلوبِنا، وَلِلقاءِ الحَيّ القائِمِ الَّذي يَعبُرُ حياتَنا ويُحَوِّلُها. فَلنَكُن مُستَعِدِّينَ دائِمًا لِنَعمَةِ المَفاجَأَةِ، وَلِعَمَلِ الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي يُجَدِّدُ الوُجوهَ والقُلوب.