عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 09 - 2025, 05:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,372,514

لا يريد الله أن يخفي إرادته الإلهيَّة عنَّا


"متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك
لا تتعلّم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم.
لا يوجد فيك من يُجيز ابنه أو ابنته في النار،
ولا من يعرف عِرافة، ولا عائف، ولا متفائل، ولا ساحر،
ولا من يرقي رقية،
ولا من يسأل جانًا، أو تابعة، ولا من يستشير الموتى" [9-11].
* القداسة بالنسبة لهم تكمن في تحرُّرهم من العادات الوثنيَّة، لكن الأمر ليس هكذا بالنسبة لنا. يقول الرسول بولس: "لتكون مقدَّسة جسدًا وروحًا" (1 كو 7: 34).
القديس يوحنا الذهبي الفم
اشتهر كل من قدماء المصريِّين والكلدانيِّين بفنون السحر، وقد مارس الكنعانيُّون السحر (1 صم 28: 7-10). وكانت الشعوب تتطلَّع إليه بكونه يحمل نوعين: سحر صالح يُستخدم في معالجة الأمراض وحلّ المشاكل ومساندة القادة على أخذ قرارات مصيريَّة الخ، وسحر شرِّير غايته الإضرار بالآخرين كأن تسكنهم الشيَّاطين أو تصيبهم أمراض أو يفقدون سلامهم إلخ. وقد جاءت الشريعة الموسويَّة لتؤكِّد أن كل أنواع السحر مهما كانت وسائلها أو أهدافها شرِّيرة واعتبرتها دنسًا ورجسًا.
أراد الله أن يحصِّن شعبه من العبادة الوثنيَّة وكل رجاساتها وعاداتها وخدَّامها. إذ كانوا في خطر الالتجاء إلى كل أنواع السحر وما يشبهه، والالتجاء إلى الشيطان لتحقيق شهواتهم حتى إنَّهم كانوا يقدِّمون أبناءهم وبناتهم ذبائح بشريَّة لملوك الإله الممثِّل للشمس (لا 18: 21). يخشى لئلاَّ يلجأوا إلى الشيطان واتِّباعه في معرفة المستقبل والاستشارة في تحرُّكاتهم وتصرُّفاتهم عِوض الالتجاء إلى الله خلال خدَّامه. لقد وهبهم الله الأرض المقدَّسة لكي تكون لهم شركة معه لا مع عدو الخير.
يورد موسى النبي هنا تسعة تعبيرات عن استخدَّام التنبُّؤ بالمستقبل عن طريق السحر. ربَّما لم تعد هذه الأنواع موجودة الآن كما هي لكن للأسف يوجد ما يشبهها، بل وأشر منها حيث انتشرت حركة "عبادة الشيطان" وما يتبعها من الدعوى بالتنبُّؤ بالمستقبل بوسائل كثيرة.
من الصعب التمييز بين الأصناف التي ذكرها موسى النبي عن أنواع السحر والعرافة في أيَّامه، إذ تختلف في التعبيرات عما يُستخدم حاليًا في ذات المجال.
غالبًا ما يقصد بالعرافة معرفة الإرادة الإلهيَّة خلال تصويب الأسهم كما جاء في (حز 21: 21): "لأن ملك بابل قد وقف على أم الطريق على رأس الطريقين ليعرف عرافة، صقل السهام، سأل بالترافيم، نظر إلى الكبد".
ويُقصد بالعيافة قراءة المستقبل عن طريق السحاب وصنع أصوات غريبة.
التفاؤل هو التعرُّف على الأمور المخفيَّة عن طريق قراءة الكأس كما في أيَّام يوسف. يشير نفس التعبير في السريانيَّة إلى التنبُّؤ عن طريق ملاحظة الطيور والنار والمطر وبعض المظاهر الطبيعيَّة.
أمَّا بالنسبة للسحر فتُستخدم أدوية وأعشاب يعتقد البعض أن لها تأثير سحري. يستخدم البعض كلمات سحريَّة، أو يربطون إنسانًا ويعقدون عقدًا سحريَّة.
في هذه الأنواع نرى كيف يُسيء عدو الخير استخدَّام كل شيء. أساء استخدام الطبيعة التي خلقها الله صالحة ومقدَّسة لأجلنا، كما أساء استخدام حتى أكلنا وشربنا مثل قراءة الفنجان، وأساء استخدام جسد الإنسان نفسه مثل قراءة الكف، بل وحتى بالنسبة لإخوته الراقدين فيدعى الإنسان بقدرته على استدعاء ميتٍ يتنبَّأ عن المستقبل.
لا يريد الله أن يخفي إرادته الإلهيَّة عنَّا، ولا يريد أن يجعل من المستقبل أمرًا مجهولًا، لهذا فقد أعلن عن إرادته بطرق كثيرة حتى جاء كلمة الله نفسه، الابن الوحيد الجنس ليتحدَّث معنا وجهًا لوجه (عب 1: 1). لكن للأسف كثيرًا ما يفضِّل الإنسان الطرق الخاطئة والمضلِّلة من كل أنواع السحر والعرافة عن الاستماع لصوت الرب نفسه.
خلق الله الإنسان كائنًا يتطلَّع إلى المستقبل، فالحيوانات يمكنها أن تشبع اليوم ولا تفكِّر في الغد، أمَّا الإنسان فبطبعه يميل إلى الغد. هذا الاشتياق يلهب في قلب المؤمن رغبة حارة ولهيبًا متَّقدًا نحو معرفة الحياة العتيدة. إنَّه يتوق أن ينطلق ليرى الله ويرتمي في أحضانه، ويتعرَّف على السمائيِّين ويشاركهم تسابيحهم، ويلتقي برجال الله منذ آدم حتى آخر الدهور. أمَّا وقد فسد القلب تحوَّلت هذه الرغبة إلى حالة قلق واضطراب نحو المستقبل في هذا العالم. هذا ما يدفعه أحيانًا إلى الالتجاء إلى السحر والعرافة.



رد مع اقتباس