عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 05 - 2025, 11:55 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,230

مدى الإِساءة التي نوجّهها إلى اللّه بسبب الخطية


مدى الإِساءة التي نوجّهها إلى اللّه بسبب الخطية:

وإن كنا لا نستطيع تحديد هذه الإِساءة بسبب سمو اللّه عن إدراكنا سمواً لا حد له، لكن نعلم أنه بارتكاب الخطية (أ) نمنع وجود الصلة الروحية الطيبة التي يريد الله أن تكون بينه وبيننا، لأنه لم يخلقنا على صورته كشبهه إلا لتكون لنا هذه الصلة به. (ب) ننكر فضله علينا ونستهين بعواطفه الكريمة من نحونا. (ج) نرفض شريعته ونعصاها، وبذلك نتمرد عليه ونهينه في أرضه وعلى مرأى منه. لذلك قال الوحي عن الخطاة إنهم لا يخشون اللّه (إرميا 2: 19) ويبغضونه بلا سبب (مزمور 69: 4) ، ويرفضون شريعته (إرميا 6: 19) ، وينقضون عهده (يشوع 7: 11) ، ويتمردون على شخصه (هوشع 13: 16) ، ويسلبون حقوقه (ملاخي 3: 8) ، ويُفسِدون أمامه (نحميا 1: 7) ، ويهينون مقامه (مزمور10: 13 وإشعياء 1: 2-4) ، ويحتقرون اسمه وينجّسونه أيضاً (ملاخي 1: 6 وحزقيال 36: 20) ، لأن لسان حالهم إزاءه ابعُدْ عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسرّ (أيوب 21: 14) . فالخطية، علمْنا أم لم نعلم، هي أكبر إساءة نوجهها إلى اللّه، ولذلك قال الوحي: الخطية خاطئة جداً (رومية 7: 13) .

أما الاعتراض الذي يُوجَّه ضد ما ذكرناه فهو

أليس اللّه أرفع من أن نهينه أو نسيء إليه بعصياننا؟

الرد: صحيح أننا بعصياننا لا ننتقص شيئاً من مجد اللّه في ذاته، كما أننا لا نستطيع بطاعتنا له أن نضيف شيئاً إلى مجده هذا، لأنه كامل في ذاته كل الكمال ولا يتعرض للزيادة أو النقصان. لكن من ناحية علاقتنا به ووجوب طاعتنا له بوصفه خالقنا ووليّ نعمتنا، فإننا بعمل الخطية ننكر حقوقه علينا ونسيء لشخصه أيضاً، إذ يكون كما لو لم يكن هو خالقنا ووليّ نعمتنا!! فمجد اللّه الذاتي، وإن كان كاملاً كل الكمال ولا يتعرض للزيادة أو النقصان، بغض النظر عن طاعتنا للّه أو عدم طاعتنا له كما ذكرنا، لكن مجده الظاهري في علاقته بنا مرتبط بتصرفنا إزاءه. ولذلك يقول: الابن يكرم أباه (بطاعته) ، والعبد يكرم (بطاعته أيضاً) سيده. فإن كنتُ أنا أباً فأين كرامتي (في نظركم) ؟ وإن كنت سيداً فأين هيبتي (عندكم) ؟ (ملاخي 1: 6) .

رد مع اقتباس