[walaa farouk]

المسيح - في الأربع اناجيل - متذكرش عنه حاجة غير أنه كان :
المحب ( دعوا الأطفال يأتون إلي) -
الشافي ( شفي المخلع ، ابنة يايروس) -
الخالق ( خلق عينين من طين للمولود اعمي) -
المتعاطف ( بكاؤه قبل أن يقيم لعازر )
دي كلها حاجات اللي الناس شافتها في المسيح
و يمكن ده بان في استقبالهم ليه لما دخل اورشليم
( رغم أنهم نفس الناس اللي كمان شوية هتطالب بصلبه)
إلا إن الصورة دي كلها تختفي و تتبخر أول لما يدخل الهيكل 🙁
المسيح لما دخل الهيكل ، دخل الرواق اللي الأمم مسموح إنها تدخل فيه ،
لأن الهيكل كله كان أغلبه مخصص لشعب بني إسرائيل
و في جزء خصصه سليمان الحكيم للأمم اللي جايين من بعيد و سمعوا بإله شعب بني إسرائيل
و إذ يفاجئ المسيح اللي جاي عشان يربط الأمم بشعب بني إسرائيل
و يصلح ما بين السماء و الأرض بأولاده طاردين الأمم و محولين المكان لما يشبه
( إلا إذا كان فعلاً) السوق
الناس دخلة تشتري و تبيع بضايعها ، الناس بتتجار في فلوسها
، مفيش مكان لإنسان أنه مش بس حتي يعرف يصلي
او يعرف مين هو إله شعب بني إسرائيل ، بل إنه يتسأل حتي ( هو فين شعب الله وسط دول كلهم ؟ )
و هنا نجد المسيح - في لمحة - يتحول من الشخصية الهادئة الوديعة الطيبة ، إلي شخصية انفعالية غاضبة
طب هو ده ليه ؟؟ إيه اللي يخلي المسيح يتحول بالشكل ؟؟
مش ممكن كان يدخل يكلمهم بهدوء زي ما كان بيكلمهم دائماً ؟؟
الإجابة تتلخص في آيه واحدة بس : "أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ." (مت 5 : 13)
لو ده شعب الله ، اللي المفروض أنه يكون قدوة للناس ،
اللي المفروض أنه نور العالم ، اللي المفروض صورة الله و مثاله ، اللي المفروض يكونوا أناس صالحين ، أمال الأمم و الاشرار هيبقوا عاملين إزاي !!!!
لما المكان اللي المفروض الأمم
تشوف فيه ربنا عشان يكونوا من شعب الله ، يتحول فيه شعب الله للأمم ، المفروض يعمل إيه ؟؟
طب كده خلاص ، يبقي نخلص من الناس الوحشة دي و نموتهم و نكربجهم و نكدرهم و نحسسهم بقد إيه هما عار و زبالة 🤔🤔
و هنا تيجي التفصيلة المهمة :
أنه المسيح حتي و هو غاضب و زعلان
و دلوقتي هو داخل يطردهم ،
منسيش أنه الشخص المتحنن اللي المفروض يتعامل بحكمة مع الناس
عشان كده نلاقي يوحنا بيقول عن المسيح :
" فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ،
اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. " (يو 2 : 15)
أنه مستخدمش مثلاً سوط جلد و هو بيطردهم -
عشان ميأذيهمش اذي شديد أو دائماً -
كعاقب ليهم و لكن هو استخدمه كوسيلة
عشان يمنع بيها الخطية دي ،
لانه ربنا مكنش بيكره الخاطئ و لكنه كان بيكره الخطية
كمان أنه كان مدرك أنه الحيوانات
اللي موجودة مكنش ليها ذنب في حاجة
و سعي أنه ميأذيهمش أثناء ما بيطردهم
"ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!". (يو 2 : 16)
يسوع المسيح كان مدرك أنه ده بيته و ده شعبه ،
لكن في النهاية هما بشر
، و لكن اتعامل معاهم بمبدأ ال perfectionism
و كان ترك الغضب يسيطر عليه ،
كان ابدهم من زمان أوي و لكن معلش ده
، لأنه مدرك أنه ( لا عبد بلا خطية و لا سيد بلا غفران ) ❤❤