يقول القديس أفراهاط الحكيم الفارسي:
"إن رئيسي الخمسين والمائة جندي احترقوا، لأنهم اقتربوا إلى الجبل الذي كان إيليا جالسًا عليه، هذا الذي ارتفع إلى السماء في مركبة نارية. لهذا أيها الأحباء يُمتحن الأبرار بالنار مثل الذهب والفضة والحجارة الكريمة، أما الأشرار فيحترقون في النار مثل الخشب والقش والعشب، فيكون للنار سلطان عليهم وهم يحترقون".
كان البشر بوجه عام حتى شعب إسرائيل في حاجة إلى إدراك مخافة الرب، حتى يتركوا عبادة الأوثان وعصيانهم للوصية الإلهية. ولكن إذ جاء السيد المسيح ليرفع البشرية إلى النضوج الروحي، رفض طلب تلميذيه يعقوب ويوحنا أن يُنزل نارًا من السماء لتفني السامريين الذي لم يقبلوه في قريتهم (لو 9: 51-56)، إذ جاء ليكسب البشرية بحبه المُعلَن خلال الصليب، وليس بحرقهم بالنار.
لم تكن شهوة قلب إيليا الانتقام، لكن ما نطق به هو إعلان مع تحذير من واقع كشفه له الرب. هذه النار التي من السماء لا تتعارض مع محبة الله، وإنما يطيل الله أناته على الأشرار، وفي وقت مُعيَّن يسمح بالتأديب ليكون درسًا عمليًا أمام الآخرين. وقد نزلت من السماء ولم تصدر عن الأرض، فلا يجوز للناس أن يحرقوا بعضهم بعضًا، أو يطلبوا لأنفسهم من الله أن ينتقم لهم.