عرض مشاركة واحدة
قديم 23 - 03 - 2025, 11:32 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,218

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)




لمن يُعْلِن المسيح له المجد ذاته
القديس كيرلس الاسكندري

(يو٤: ٢٣، ٢٤) “ولكن تأتي ساعَةٌ، وهي الآنَ، حينَ السّاجِدونَ الحَقيقيّونَ يَسجُدونَ للآبِ بالرّوحِ والحَقِّ، لأنَّ الآبَ طالِبٌ مِثلَ هؤُلاءِ السّاجِدينَ لهُ. اللهُ روحٌ. والذينَ يَسجُدونَ لهُ فبالرّوحِ والحَقِّ يَنبَغي أنْ يَسجُدوا”.

هو الآن يتحدث عن زمان حضوره الشخصي، ويقول إن المثال قد تحول إلى الحق، وإن ظل الناموس قد انتقل إلى العبادة الروحية: ويخبرنا أنه من خلال تعليم الإنجيل، فإن الساجد الحقيقي أي الإنسان الروحاني سوف ينقاد إلى رعية تسر قلب الآب. مسرعاً إلى الإنضمام مع أهل بيت الله، لأن الله يعرف بأنه روح، بالمقارنة بالطبيعة الجسدية. لهذا هو يقبل الساجد بالروح وبالحق، الذي لا يحمل في الشكل أو المثال صورة التقوى اليهودية، لكنه بطريقة الإنجيل يسطع بممارسات الفضيلة وباستقامة التعاليم الإلهية، وهكذا يتمم العبادة الحقة الصادقة.

(يو٤ : ٢٥) “قالتْ لهُ المَرأةُ: أنا أعلَمُ أنَّ مَسيّا، الذي يُقالُ لهُ المَسيحُ، يأتي. فمَتَى جاءَ ذاكَ يُخبِرُنا بكُلِّ شَيءٍ”.

بحسب تعليم المسيح فإن الساعة والوقت سوف يأتيان، بل بالحري قد حضرت الآن، التي فيها سيقدم الساجدون الحقيقيون العبادة لله الآب بالروح، وعلى الفور حلقت المرأة إلى أفكار فوق ما اعتادت عليه، إلى الرجاء الذي سبق أن تحدث عنه اليهود. فهي تعترف أنها تعرف أن المسيا سوف يأتي في وقته الخاص، ولكنها لم تقل بالضبط لمن سيأتي، فهي قد قبلت المعلومات الشائعة دون أي فحص، وبالرغم أنها امرأة محبة للهو وذات فكر جسداني، إلا أنها لا تجهل تماما أنه سيظهر لإسرائيل كما يأتي بتعليم أفضل، إذ أنها بالتأكيد قد وجدت هذه المعلومات أيضا في الأخبار التي قيلت عنه.

(يو ٤: ٢٦) “قالَ لها يَسوعُ: أنا الذي أُكلِّمُكِ هو”.

لا يعلن المسيح ذاته للنفوس الجاهلة جهلاً مطبقاً، بل هو يشرق بالحري ويظهر لأولئك الذين هم أكثر استعداداً واشتياقاً للتعلم، وبالرغم من أن أولئك يتمخضون في بداية إيمانهم
بكلمات بسيطة، إلا أنهم ينطلقون إلى الأمام، إلى معرفة ما هو أكثر كمالاً.

والمرأة السامرية هي مثال لهذا النوع من الأشخاص التي كشف لنا الإنجيل عنها، والتي كان لها عقل بطئ الفهم من جهة الأفكار الإلهية الحقيقية، لكنها مع هذا لم تكن بعيدة بعداً تاماً عن الرغبة في الفهم، لأنها:

أولاً حين طلب المسيح منها أن يشرب، لم تعطه الماء في الحال، بل إذ رأته يكسر العادات القومية لليهود بقدر ما يسمح للمرء أن يتحدث بشرياً، راحت أولاً تبحث عن السبب في هذا، وإذ بدأت تذكر ذلك، طلبت من الرب أن يشرح لها، إذ تقول: “كيف تطلب مني لتشرب، وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟”

لكن مع الاستطراد في الأسئلة بدأت تنتقل إلى الاعتراف بأنه كان نبياً، إذ تلقت توبيخه دواء للخلاص، ثم أضافت استفهاماً آخر قائلة في غيرة من أجل التعلم: “آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه”، لكنه كان يعلم للمرة الثانية أن الزمان الذي كان ينتظرونه قد صار واقعاً الآن، حين الساجدون الحقيقيون، وقد رفضوا السجود على جبال الأرض، سوف يقدمون العبادة الأسمى التي بالروح لله الآب.

وهي إذ تنسب أفضل الأشياء على أنها تحق للمسيح وحده، فإنها تحتفظ بالمعرفة الكاملة جداً لأزمنة المسيا، فتقول: “أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح، يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء” (أية ٢٥).

أرأيت كيف كانت المرأة مستعدة للإيمان، وتبدو كأنها ترتقي سلماً، وهي تقفز من أسئلة صغيرة إلى حالة أعلى بكثير، لهذا كان من الصواب أن يكشف لها الآن ما كانت تتوق إليه، بكلام أكثر وضوحاً، فراح يخبرها بما كان محفوظاً منذ القديم كرجاء صالح، إذ أن الرجاء صار أمام ناظريها بقوله: “أنا الذي أكلمك هو.”

إذاً على الذين يهتمون بالتعليم في الكنيسة، أن يسلموا للتلاميذ المولودين حديثاً، كلمة التعليم ليهضموها، وهكذا يظهرون يسوع لهم أكثر فأكثر، آتين بهم من القدر القليل من التعليم إلى المعرفة الأكثر كمالاً للإيمان.

لكن دع الذين يمسكون بالغريب والدخيل والمهتدي حديثاً إلى الإيمان، ويدخلونه إلى داخل الحجاب، ويجعلونه يقدم الحمل بأيد غير مغتسلة، ودع أيضا الذين يكلون من لم يتعلم بعد، بكرامة الكهنوت، على كل هؤلاء أن يتهيأوا لحساب عظيم يوم الدينونة، يكفيني أن أقول هذا.
  رد مع اقتباس