[Mary Naeem]

ما هي الآثار المترتبة على الكراهية

يعلمنا الكتاب المقدس أن الكراهية تتعارض جوهريًا مع طبيعة الله ومخططه للبشرية. نقرأ في رسالة يوحنا الأولى: "مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخًا أَوْ أُخْتًا فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ وَأُخْتَهُ اللَّذَيْنِ رَآهُمَا، لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يَرَهُ" (1 يوحنا 4: 20). تؤكد هذه العبارة القوية على أن الكراهية تتعارض مع المحبة الحقيقية لله والقريب.

من الناحية النفسية يمكننا أن نرى كيف يدرك الكتاب المقدس القوة المدمرة للكراهية على النفس البشرية. يمكن للكراهية أن تستهلكنا، فتشوه تصوراتنا وتقودنا إلى أفعال تضر بنا وبالآخرين. يحذّرنا أدب الحكمة في العهد القديم، وخاصة سفر الأمثال، من الآثار المدمرة للكراهية: "الْبُغْضُ يُثِيرُ الْخِصَامَ، وَالْحُبُّ يُغَطِّي عَلَى كُلِّ خَطَأٍ" (أمثال 10:12).

من الناحية التاريخية، يجب أن نعترف بأن التفسيرات الخاطئة للمقاطع الكتابية التي تتحدث عن الكراهية قد استُخدمت أحيانًا لتبرير العنف والاضطهاد. هذه الحقيقة المؤلمة تدعونا إلى التعامل مع هذه النصوص بتواضع وتمييز دقيق، مسترشدين دائمًا بوصية المسيح في المحبة.

يعلمنا الكتاب المقدس أيضًا أن الكراهية يمكن أن تكون حاجزًا أمام النمو الروحي والشركة مع الله. يتحدانا يسوع، في موعظته على الجبل، أن نتغلب على الكراهية حتى تجاه أعدائنا: "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: "أَحِبَّ قَرِيبَكَ وَأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ" (متى 5: 43-44). يدعونا هذا التعليم الجذري إلى تجاوز ميولنا الطبيعية واعتناق محبة تعكس شفقة الله التي لا حدود لها.

في الوقت نفسه، يجب أن ندرك أن الكتاب المقدس يتحدث عن كراهية الله - ليس كعاطفة متقلبة بقدر ما هي معارضته الصالحة للشر والظلم. هذه الكراهية الإلهية موجهة دائمًا نحو الخطيئة وعواقبها المدمرة وليس نحو الأشخاص المخلوقين على صورته.

إن الآثار الكتابية للكراهية تدعونا إلى فحص قوي لقلوبنا وأفعالنا. إنها تتحدانا أن نستأصل بذور الكراهية من داخلنا وأن نزرع المحبة - حتى في مواجهة المعارضة أو الاضطهاد. إنها تذكرنا بأن التغلب على الكراهية ليس مجرد مسألة إرادة بشرية تتطلب نعمة الله التحويلية.