سنكسار
( يوم الجمعة )
 اليوم السادس عشر من شهر طوبة المبارك
                          
استشهاد القديس فيلوثيؤس من إنطاكية 
  في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل فيلوثاؤس الذي تفسير  اسمه " محب الإله " . وقد ولد بمدينة إنطاكية   من أبوين وثنيين يتعبدان لعجل اسمه  زبرجد ، وكانا يطعمانه سميدا معجونا   بزيت السيرج وعسل النحل ، ويدهنانه بدهن وطيب  ثلاث مرات في اليوم ،   ويسقيانه نبيذا وزيتا ، وخصصوا له مكانين أحدهما للشتاء  والأخر للصيف ،   ووضعوا في عنقه طوقا من ذهب . وخلاخل ذهب في رجليه . ولما بلغ  فيلوثاؤس   عشر سنوات دعاه أبوه ان يسجد للعجل فلم يقبل ، فتركه ولم يرد ان يكدر    خاطره لمحبته له ولأنه وحيده. أما فيلوثاؤس فانه لصغر سنه ، ولعدم إدراكه   معرفة  الله ظن ان الشمس هي الإله فوقف أمامها مرة قائلا : أسألك أيتها   الشمس ان كنت أنت  هو الإله فعرفيني . فأجاب صوت من العلاء قائلا : لست انا   آلها . بل انا عبد وخادم  للإله ، الذي سوف تعرفه ، وتسفك دمك لأجل اسمه .   ولما رأي الرب استقامة الصبي ،  أرسل إليه ملاكا فاعلمه بكل شئ عن خلقة   العالم وتجسد السيد المسيح لخلاص البشر .  فسر فيلوثاؤس وابتهج قلبه ، وشرع   من ذلك الوقت يصوم ويصلي ويتصدق علي المساكين  والبائسين. وبعد سنة من  ذلك  التاريخ ، أقام أبواه وليمة لبعض الأصدقاء ، وطلبا  ولدهما ليسجد  للعجل  قبل الأكل والشرب. فوقف الصبي أمام العجل وقال له : أأنت الإله   الذي يعبد ؟  فخرج منه صوت قائلا إنني لست الإله ، وإنما الشيطان قد دخل في  وصرت أضل   الناس . ثم وثب علي أبوي الصبي ونطحهما فماتا في الحال . أما القديس   فأمر عبيده  بقتل العجل وحرقه وتذريته . وصلي إلى الله من اجل والديه   فأقامهما الرب من الموت .  وبعد ذلك تعمد هو وأبواه باسم الاب والابن   والروح القدس . وأعطها الرب موهبة شفاء  المرضي . فذاع صيته وبلغ مسامع   دقلديانوس فاستحضره وأمره ان يقدم البخور للأوثان  فلم يفعل ، فعذبه بكل   أنواع العذاب . ولما لم ينثن عن عزمه عاد الملك فلاطفه وخادعه  . فوعده القديس   بالسجود لابللون كطلبه . ففرح الملك وأرسل فاحضر ابللون وسبعين وثنا  مع   سبعن كاهن ونادي المنادون في المدينة بذلك . فحضرت الجماهير الكثيرة   لمشاهدة  سجود القديس فيلوثاؤس لابللون . وفيما هم في الطريق صلي القديس   إلى السيد المسيح  ففتحت الأرض وابتلعت الكهنة والأوثان . وحدث اضطراب   وهرج كثير وأمن جمهور كبير  واعترفوا بالسيد المسيح . فغضب الملك وأمر بقطع   رؤوسهم ، فنالوا إكليل الشهادة . ثم  أمر بقطع راس القديس فيلوثاؤس . فنال إكليل الحياة .
صلاته تكون معنا امين
    نياحة البابا يوأنس الرابع ال48 
  في مثل هذا اليوم من سنة 792 م تنيح القديس الانبا يوحنا الرابع  بابا الإسكندرية الثامن والأربعون . وقد ترهب في دير القديس   مقاريوس ، وكان يداوم  علي العبادة الحارة واشتهر بالنسك . فاختاره  الانبا  ميخائيل البابا السادس  والأربعون ورسمه قسا علي كنيسة آبي مينا  وسلم له  تدبير شئون شعبها وأملاكها ونذورها  فقام بذلك خير قيام . ولما  تنيح الانبا  مينا البابا السابع والأربعون ، اجتمع  الأساقفة والكهنة  والعلماء بمدينة  الإسكندرية ، ووقع اختيارهم علي بعض الرهبان ،  فكتبوا  اسم كل منهم في ورقة  وكان هذا الاب بينهم ، ومكث الأساقفة ثلاثة ايام  يقيمون  القداس ويصلون .  وبعد ذلك احضروا طفلا ، اخذ إحدى الأوراق ،  فوجدها باس هذا القديس   . ثم أعادوها بين  الأوراق الأخرى ، واحضروا طفلا أخر فخرجت بيده نفس  الورقة . وتكرر  ذلك  مرة ثالثة . فأيقنوا ان الله قد اختاره ، فآخذوه  ورسموه بطريركا سنة 768 م   فاحسن الرعاية ، وكان مداوما علي وعظ الشعب ،  لتثبيته علي الإيمان  الأرثوذكسي ، كما  كان كثير الرحمة علي الفقراء  والمحتاجين . وحدث في  أيامه غلاء فاحش ، حتى بلغ ثمن  إردب القمح دينارين .  فكان يجتمع عند بابه  كل يوم فقراء كثيرون علي اختلاف عقائدهم  ، فعهد إلي  تلميذه مرقس ان  يستخدم أموال الكنائس في سد أعواز ذوي الحاجة فكان يقدم   للجميع بسخاء إلي  ان أزال الله الغلاء . واهتم هذا الاب ببناء كنائس كثيرة ،  ولما  دنا وقت  نياحته دعا كهنته وقال لهم إني ولدت في 16 طوبة ، وفيه رسمت  بطريركا ،  وفيه  سأنتقل من هذا العالم . فلما سمع الأساقفة والكهنة بكوا  وقالوا :  بري من هو الذي  يسكون أبا لنا بعدك ؟ فقال لهم ان السيد المسيح  قد اختار  تلميذي القس مرقس لهذه  الرتبة . واكمل في الرئاسة ثلاث وعشرين  سنة وبضعة  شهور وتنيح بسلام  .
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .