[walaa farouk]

حوارٌ مع الله في آخر ساعات من العام الماضى

سمعتُ طرقات رقيقة علي الباب فنظرتُ ..
وإذ به يسوع كعادته يحمل عني عناء بداية الحديث ..
ف رجعتُ ب كرسيّ خطوتين إلي الخلف عن الطاولة
التي كنت أكتب عليها شيئاً
و قلت: تفضّل يارب كنت انتظرك ..

جلس علي الكرسي بجواري و أجاب بنبرة صوت متحمسة
وهادئة : اممم أراكِ بدأتي في تحضير قائمة
وعود السنة الجديدة!

أجبته بعيون ممتنة يملؤها الخجل :
نعم ..لكنني في حيرة من أمري هذه السنة
، هذه هي الورقة السابعة التي اكتبها ثم أمذقها ..
كتبتُ كثير من الوعود ك عادتي لكن لا أريد أن أخذلك
ولا أفي بوعودي مجددًا ..

ف أخذ يسوع القلم من يدي وبدأ يكتب علي الورقة البيضاء
التي أمامي شيئًا لما اراه إلا بعد أن وضع القلم علي الطاولة
وادار ليا الورقة لأقرأ ما كتبه ..

"يكفي وعداً واحداً لهذه السنة"
قرأتُ بصوتٍ عالٍ يملؤه الدهشة !

لا أعلم لماذا كنت أظن سابقًا انك تريد مني الكثير
.. وحتي هذا الكثير يجب ان يكون وعود قوية
وثابتة لا أخيب منها يومًا من ال 365 يوم !

يكفي وعداً واحداً لهذه السنة ؟!
أيُعقل هذا ؟!
ألا تريد وعود بصلوات حارة كل يوم ؟
بأمانة متناهية ؟
بنجاح دائم في كل الأمور ؟
بهدوء و وداعة طوال الوقت ؟
ب أن لا أغضب أبدًا ؟

أجاب يسوع : أعطيني قلبك

صَمَتُ متعجبةً !
ف أكمل قائلاً :
هذا الوعد الوحيد الذي كنت أتوق أن أسمعه منكِ كل سنة..
إثبتي فيّ ..
أنا الينبوع وفقط بي تستطيعي أن تفي بالوعود
هذه التي لن تصبح وعود فيما بعد .. ستصبح طبيعتك
إن أعطيتني قلبُكِ ستخرج منكِ الأمور بمحبة دون تكلف
ستجدي الهدوء يحيط بكِ من كل إتجاه دون عناء منكِ
ستشتاقين للوجود في حضرتي لأن قلبُكِ سيجد راحته فيّ ..

نظرتُ وأنا احاول أن أجمع أفكاري لدقائق ثم قلت :
دونك لا أستطيع أن أفعل شيئًا الضعف يملأني أخشي أن أعِدك بقلبي و ... قاطعني متفهمًا وحانيًا :

حتي إن ضعُفتي ف أنا لست ب سيد قاسٍ .
. أنا من شكّلتُكِ والضعف جزء من إنسانيتك
وبشريتك التي أحبها بالحقيقة ..
فقط أعطِني قلبك وأنا سأعمل في هذا الضعف ..

ثقي فيّ .. قال حاسمًا الأمر بحنان الأب.

سألته بإبتسامة واسعة مشاغبة للمرة الأخيرة :
يكفي وعدًا واحدًا لهذه السنة ؟
أجاب ضاحكًا واثقًا : يكفي وعدًا واحدًا ❤️