
16 - 11 - 2024, 04:58 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لاَ تَشْتَهِ أَطَايِبَهُ لأَنَّهَا خُبْزُ أَكَاذِيبَ [3].
يعطينا دانيال ورفقاؤه الشبان الثلاثة أمثلة حيَّة لعدم اشتهاء أطايب الملك. فإذ لم ينغمسوا في الأطايب "أعطاهم الله معرفة وعقلًا في كل كتابة وحكمة، وكان دانيال فهيمًا بكل الرؤى والأحلام" (دا 1: 27).
* لا توجد حدود للنهم الذي يمارسه هؤلاء الناس. بالحق في الاختراع المستمر لكثرة من الحلويات الجديدة والبحث عن وصفات للأطعمة، يتحطمون وسط الفطائر والكعك بالعسل والحلويات...
إن إنسانًا من هذا النوع (نهم) ما هو إلا فم ضخم... أما بالنسبة لنا نحن الذين نطلب الطعام السماوي، فيلزمنا أن نضبط بطوننا، ونحفظها تحت مراقبة السماء.
* إياك والشره! لا ترتبط بشهوتك، فإنها تطرد مخافة الله من القلب، والحياء من الوجه، وتجعل الإنسان مأسورًا من الشهوات الفانية الدنيئة، وتُضل العقل عن الله. اجعل أكلك لقيام الجسد لا للشهوة، واجعله عاجزًا (ضعيفًا) قليلًا، وأَتعبه كثيرًا في المطانيات metanoia.
* لا تذهبوا إلى أعياد القديسين فتأكلوا وتشربوا وتلهوا، لأنّ الشره هو الذي أخرج آدم من الفردوس.
* بدء كل صلاح هو الحب الروحي، يتبعه التواضع وحب المسكنة وقطع الدالة. أمّا خراب النفس فهو حب البطن.
* الأكل بشهوة هو اشتهاء تناول الطعام ليس لأجل حاجة الجسد، بل بسبب النهم. فإذا رأى المرء أنه لأجل باعث صحيح (مثل صحة الجسد) يفضّل البقول الخضراء مثلًا عن البقول الجافة فهذا ليس لأجل الشهوة، بل لأنها أكثر خفّةً (أي أسهل هضمًا)، يكون الحال مختلفًا.
يوحنا تلميذ القديس برصنوفيوس
|