عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 07 - 2024, 09:32 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
يوسف صبري يوسف سمعان Male
فرحتى انى انضميت معاكم


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 125470
تـاريخ التسجيـل : Dec 2023
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 21

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

يوسف صبري يوسف سمعان غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسون الشهداء

الشهيد القديس بوليو (كلمة لاتينية ربما تعني قليل)

كان بوليو طفلاً عندما مات والده ودُفِنَ مع الشرفاء في روما. أما أمه سيسيليا فكانت مسيحية تقية كرست حياتها بعد وفاة زوجها لتربي طفلها بوليو علي الإيمان الصحيح فكانت تثبته بقصص الكتاب المقدس، وبعض الأناشيد الجميلة التي كان ينشدها الأطفال وفيها تسبيح للرب يسوع المسيح له المجد فادينا ومخلصنا.
وكانت سيسيليا وابنها بوليو يخشون من أن تعطلهم مباهج العالم وغروره واضطهاداته عن عبادة الرب الإله الحقيقي ربنا يسوع المسيح له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس. فاتخذوا مسكنهم مع باقي المسيحيين في روما الذين يسكنون السراديب تحت الأرض في وسط الظلام ومتاهة طرقها. حيث كانوا يجتمعون للصلاة وقراءة الكتاب المقدس وإقامة القداسات،وتشهد مدينة روما حتي الآن بهذه السراديب التي كان يعيش فيها المسيحيون. والثلاثة قرون الأولي للمسيحية حيث كانوا يمارسون حياتهم في خفية حتي كانوا يدفنون الشهداء في هذه السراديب بجوار الأحياء. في الليل كان البعض منهم يخرج ليحضر الطعام وبعض مواد الإضاءة كالشموع والزيت ويبحث عن أجساد القديسين حتي يستطيعوا دفنها في السراديب.
كان بوليو ابن ثلاث عشر عاماً من بين هؤلاء المتطوعين فرحاً بهذه الخدمة مصلياً ومرنماً بإسم يسوع المسيح له المجد. في أحد أيام الاستشهاد كان ماركليلوس وكولولوسي وهما من الجنود المشهورين في الجيش الروماني من ضمن المشاهدين حول ساحة روما التي كان يقدم فيها المسحيون للاستشهاد. فنظر ماركليلوس ورأي كيف يواجه المسيحيون التعذيب والموت وهم شجعان متهللين، والتفت إلي صديقه كولولوسي وقال : انظر كيف يواجه المسيحيون الموت بشجاعة لم أراها في أي أحد في معاركنا العسكرية ، إن هذا المسيحي قتل اثنين من الوحوش الجائعة ولكن وقف أمام الإمبراطور ورفض أن يقتله، وكان في إمكانه أن يقتله ببساطة، هل تتخيل أنه لم يقتل أي إنسان ï»·جل إلهه؟
ولكن الذي حدث هو أن الذي سيقتله يقدمه الآن للتعذيب وأخيراً قتله ، ما هذه الأمانة لإلهه إنها أدت به إلي الموت!، فقال صديقه كولولوسي: يا صديقي ماركليلوس احذر لئلا يعتبرونك واحداً منهم، فقال له ماركليلوس: أنا أشعر أنه يوجد شئ يجذبني إليهم.
وفي ذات الوقت سيقت مجموعة من الفتيات المسيحيات إلي ساحة الاستشهاد وبدلاً من أن يصرخن خوفاً من الوحوش الجائعة ، كن يسيرون وهن فرحان ويرتلن بأناشيد جميلة يمجدن فيها المسيح ربهم ، وقال أن موت هؤلاء لا يشابه موت الرومانيين. وتأثر ماركليلوس بهذا المنظر واستمر صوت تراتيل هؤلاء الفتيات يدوي في أذنيه حتي بعد موتهن، وقرر أنه لابد أن يقابل أحد هؤلاء المسيحيين.
وشد انتباهه أنه يوجد بعض الناس يخرجون من السراديب فسأل عنهم وعرف أنهم مسيحيون. وكان يعرف أن الرومانيين يعرفون هذه السراديب ولكنهم لا يجرأوا علي الدخول فيها ï»·نها صعبة وطرقها متاهة ومتشعبة. فيما هو يتفكر لمح الصبي الصغير بوليو، فأمره كضابط في الجيش الروماني أن يقوده إلي داخل السرداب، ولكن الصغير بوليو قال له لا أستطيع أن أدخل بك إلي داخل السرداب فلن أخون إخوتي فإني أتمني أن تقتلني إذا أردت ولا أدخلك السرداب. وهنا ضعف ماركليلوس من حدة صوته وقال للصبي بوليو أني أريد أن أتحدث مع أي مسيحي ، اسمح لي بأن تأخذني إلي الداخل فأنا بمفردي والمسيحيون كثيرون وفي استطاعتهم أن يؤذوني ï»·ني بمفردي ، واطمأن بوليو للجندي وقاده إلي داخل السرداب.
تغير قلب ماركليلوس عندما دخل إلي السرداب وتقابل مع المسيحيين وأخذ يسألهم عن إيمانهم ومعتقداتهم وكان ماركليلوس رجل متعلم ودرس العلوم الفلسفية في كل المجالات ï»·نه كان يبحث عن الحقيقة ولكنه كان يشعر بفراغ عظيم ، وعندما شارك المسيحيين في جلساتهم واجتماعاتهم وسمع للوعاظ والمرشدين انفتح قلبه واستنار وطلب أن يتعمد علي اسم المسيح له المجد.
عاد ماركليلوس إلي عمله وقدم استقالته، وترك الحرس الخاص بالإمبراطور ، وجاء وعاش في وسط السراديب يصلي ويدرس مع عائلته الروحية الجديدة وكان يتطوع في بعض الليالي أن يحضر الطعام واللوازم الضرورية للذين في السراديب ، وكان يساعد في دفن الشهداء المسيحيين أيضاً.
عرف أن صديقه الطفل بوليو قد قُبِضَ عليه ، وأن أمه سيسيليا قد عانت من حالة صحية سيئة، وعندما علمت بالقبض علي ابنها فارقت الحياة بين عائلتها وأصدقائها في السرداب.
أسرع ماركليلوس يبحث عن صديقه القديم الوثني كولولوسي وكان مازال في الحرس الشخصي للإمبراطور حتي يساعده في الإفراج عن بوليو. ولكنه اعتذر بأن لا يستطيع كسر الأوامر الإمبراطورية ولكنه استطاع أن يجعله يقابله فأخذ الاثنان يبكيان ويصليان وأخذا يعزيان بعضهما بكلام النعمة وطلبا أن يصليا من أجل بعضهما ليثبتوا علي الإيمان الحلو إلي النفس الأخير ويتقبلا كل منهما العذابات التي ستلحق بهما.
في اليوم التالي وقف بوليو أمام الإمبراطور وقال له أيها الصغير بوليو إنك من سلالة عائلة عظيمة هي سيرفيلي سنتناس،ولابد أن تشرف ذكري والدك وتعيش كما عاش هو وتبخر للأوثان ، فأنت من هذه العائلة الكبيرة فلا تلقي عندك هذا الصيت الكبير، بل ارجع إلي عبادة الآلهة ونحن نرحب بك وستشرف اسم عائلتك. فأجاب بوليو أنا أشرف عائلتي واسم عائلتي بعبادتي للرب يسوع المسيح فلا توجد حياة أعظم ومكافأة أعظم من التي يقدما لنا في ملكوته السمائي. فقال له الإمبراطور ماذا لك إلهك المصلوب وماذا قدم ï»·صدقائك التافهين. فأجاب بوليو لقد قدم حياته ï»·جل أن نعيش نحن،لقد سفك دمه حتي يغفر لنا خطايانا، لقد أعطانا حياة الحق وبدونه لن نحصل علي أي بركات، وعندما تعذبنا وتضطهدنا وعندما تقتلنا لن نخاف أفعل ما تريد بي احرقني القيني للوحوش فلا يهمني كيف أموت ولكن الشئ الوحيد المهم هو أني سأموت ï»·جله. فقال له الإمبراطور أيها الصبي الغبي إن روما أعطتك فرصة لتعيش ولكنك فضلت الموت فقال له بوليو إن روما قدمت موتاً لروحي ولكن ربي يسوع سيعطيني الحياة الأبدية وأنا أختارها الآن.
فحكم الإمبراطور علي بوليو بأن يقدم للنمر المفترس ليلتهم جسده الطاهر فرفع بوليو يده وصلي وسلم ذاته فقتله النمر وصعدت روحه إلي حضن ربنا يسوع له المجد يُكلّل مع الأطفال الأطهار والمائة والأربعة والأربعين ألفاً البتوليين.
كان ماركليلوس واقفاً يشاهد كل هذا وهو يذرف الدموع فلاحظه العسكر فقبضوا عليه وقدموه للمحاكمة فرحب ماركليلوس بالاستشهاد ، فألقوه في حفرة النار ونال إكليل الشهادة.
أما صديقه الوثني كولولوسي فقد بكي صديقه المسيحي وجمع رماده، وكان يود أن يدفنه في مكان عائلته ولكن خدام السراديب وعلي رأسهم الكاهن أونويروس أصروا علي أن يُدفَن ماركليلوس في مدافن المسيحيين في السراديب. وكان كولولوسي يزور السرداب باستمرار وبعد عدة سنوات تعمد هذا الرجل العجوز وصار مسيحياً. وبعد مدة صغيرة انتهي حكم ديكيوس الإمبراطور الطاغي وانتشرت المسيحية علي يد الإمبراطور قسطنطين الملك البار. بركة هؤلاء الأطهار تكون معنا. وتُعيّد الكنيسة اليونانية لهم في 18 يوليو.
  رد مع اقتباس