[Mary Naeem]

بولس الرسول: خادم الرب الأمين




في طهارة، في علم، في أناةٍ، في لُطف، في الروح القدس،
في محبة بلا رياء، في كلام الحق، في قوة الله بسلاح البر لليمين ولليسار
( 2كو 6: 6 ، 7)


العددان 2كورنثوس6: 6، 7 يتحدثان عن الكمالات والجمالات المسيحية التي أظهرها الرسول بولس في خدمته، والتي أقامت الدليل على أنه خادم للرب مُخلص وأمين. فخدمة الرسول بولس كان يؤديها في طهارة أي بعفة وقداسة. أجلْ، لم يكن بإمكان أحد أن يتهمه بما ينافي الأخلاق والآداب. وقد أدّى خدمته كذلك في علم، مما قد يعني أن خدمته لم تكن خدمة إنسان جاهل، بل خدمة إنسان وُهب علمًا من الله. وهذا ما أظهره الحق الإلهي الواسع الذي أعلنته رسائل بولس خير إعلان.

بعد هذا، ما كان الكورنثيون بحاجة إلى أي دليل على طول أناته، فقد كان صبره في احتمال خطاياهم وتقصيراتهم برهانًا كافيًا. كما أظهر لطفه في وهبه نفسه لهم ولغيرهم بصورة تخلو من الأنانية، وفي مواقفه المتميزة بالمحبة نحو شعب الله، وفي تصرفاته المزينة بالعطف واللطف. والعبارة «في الروح القدس» حتمًا تعني أن كل ما عمله بولس فقد عمله بقوة الروح القدس وبالخضوع له.

«في محبة بلا رياء»: تُفيد أن محبة الرسول التي أظهَرَتها حياته في كل جوانبها لم تكن مُفتعلة متكلِّفة، بل صادقة وحقيقية. «في كلام الحق» قد تعني الخدمة التي أدَّاها بالخضوع لكلام الحق، أو أن خدمته كانت خدمة شريفة متفقة ومنسجمة مع نوع الرسالة التي كرز بها، أي كلام الحق.

«في قوة الله» تدل يقينًا على أن الرسول لم يؤدِّ خدمته بقوته الذاتية بل بالاستناد إلى قوة الله. وقد ارتأى بعضهم أن هذا يشير إلى المعجزات التي أجراها بالقوة التي وُهبت له بصفته رسولاً.

«سلاح البر» وُصف في أفسس6: 14- 18، ويشير هنا إلى خُلُق مستقيم ثابت على المبدأ. وقد قال أحدهم: ”عندما يكتسي الإنسان برًا عمليًا، يتمنَّع“. فإن كان ضميرنا نقيًا من العثرة نحو الله والإنسان، لا يبقى للشيطان شيء يُطلق سهامه عليه.

وأما التعبير «لليمين ولليسار» فقد يعني أنه في الحروب القديمة كان السيف يُحمل باليد اليمنى والدرع باليد اليسرى. والسيف رمز إلى معارك الهجوم، أما الدرع فإلى معارك الدفاع. في هذه الحالة يكون فكر فكر الرسول أن الأخلاق المسيحية الجيدة هي أحسن سلاح في حالتي الهجوم والدفاع.